ارتفاع حالات الانتحار في صفوف القوات الصهيونية

شبح غزة يطارد جنود الاحتلال
المراقب العراقي/ متابعة..
رغم الإبادة الجماعية التي ينفذها الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة، إلا أن عمليات المقاومة الفلسطينية ما تزال مستمرة مع قلة الإمكانيات، ما ولد رعبا كبيرا في صفوف جيش العدو حيث دفعهم للهروب من هذه المعركة عبر الانتحار.
وزادت معدلات الانتحار في صفوف جيش العدو مؤخرا بشكل ملحوظ ،فوفقا لآخر إحصائية قد بلغت الحالات 16 انتحارا، أربعة منها الشهر الماضي وهذا لم يحصل منذ بدء العدوان الصهيوني على غزة منذ أكثر من سنتين.
وتواترت في الآونة الأخيرة، التقارير عن ارتفاع ملحوظ في عدد حالات الانتحار بين العسكريين الصهاينة، وخاصةً أولئك الذين شاركوا في حرب غزة، ويرفض الجيش الصهيوني، رغم طلبات وسائل الإعلام، تقديم أية معلومات شاملة عن حجم حالات الانتحار بين قواته وأسبابها.
قبل دراسة البيانات والأدلة المتعلقة بارتفاع حالات الانتحار بين العسكريين الصهاينة، لا بد من النظر إلى واقع مهم أثّر بشكل كبير على المجتمع الصهيوني وهو “الحرب”، وفي هذا الصدد، شرح بن كاسبيت، المحلل الصهيوني ، الوضع الراهن في “إسرائيل” في مقال له بصحيفة معاريف العبرية، مؤكدًا: “أن النتائج واضحة وجلية: دمار، دمار، آلاف القبور المجهولة، عشرات الآلاف من الجرحى، عائلات مفككة، اقتصاد مفلس، ومجتمع مجزأ”، لكن يبدو أن هذا لا يكفي، فرغم مقتل الجنود الإسرائيليين بمعدلات مقلقة، وانتحار أربعة منهم خلال الأسبوعين الماضيين، وانخفاض معدل العائدين الإسرائيليين بنسبة 50%، وتزايد موجة هجرة الإسرائيليين إلى الخارج، وخاصةً المهنيين والعاملين في الوظائف الأساسية، إلا أنه لا يُتخذ أي إجراء لمعالجة هذا الوضع.
وقبل أيام، نشر موقع “تايمز أوف إسرائيل” العبري تقريرًا عن أهم العوامل المؤثرة في تحديد نتائج الانتخابات المقبلة في الكيان الصهيوني، يُظهر أن حرب غزة كانت الأكثر تأثيرًا على الإطلاق، أظهر استطلاع أجرته صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أنه على الرغم من إصرار رئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو وحلفائه على الترويج لشعار “النصر المطلق”، إلا أن وضع المجتمع الإسرائيلي مختلف.
وتشير تقارير من مصادر “إسرائيلية” إلى أن ما لا يقل عن 100,000 شخص تقدموا بطلبات إلى قسم إعادة التأهيل في الجيش للحصول على مساعدة نفسية، على الرغم من أن الجيش “الإسرائيلي” أعلن رسميًا أنه يراقب حالة 60,000 شخص، خلف كواليس انتشار الانتحار في الجيش.
وتناول إيتامارغراف، نائب المدير العام ورئيس قسم التخطيط في وزارة الحرب “الإسرائيلية”، قضية الانتحار في الجيش، قائلاً: “لقد قدمنا حلولاً في مجال الانتحار، وشكلنا فرقاً من الأطباء النفسيين لمتابعة حالات الجنود، ولكن للأسف، هناك حالات انتحار ملحوظة بين القوات الإسرائيلية، ونشهد تزايداً في هذه الظاهرة، وكل حالة انتحار تُعتبر فشلاً لنا”.
وفي الـ 18 من يوليو/تموز، نشر آفي أشكنازي، المراسل العسكري لصحيفة معاريف العبرية، تقريراً عن كيفية تعامل الجيش الإسرائيلي مع ظاهرة الانتحار في صفوفه، وكتب: “حاول جندي إسرائيلي آخر الانتحار بسبب الاضطراب النفسي والذهني الناتج عن وجوده الطويل في حرب غزة، حدث ذلك بينما كان قائده يقف أمامه، ووضع الجندي فوهة بندقيته في فمه أمام قائده”، ثم لاحظ رقيب الحادثة فتدخل بسرعة وسحب السلاح منه، لكن الحالة النفسية للجندي استمرت في التدهور وحاول الانتحار مجددًا.
وأضاف المحلل الصهيوني: “لا يزال الجندي الإسرائيلي المعني في حالة نفسية سيئة للغاية، وقرر قائده تسريحه فورًا، وظهرت الأزمة النفسية لجنود إسرائيليين آخرين واحدًا تلو الآخر”.
كما تناول موقع “فالا” العبري سلسلة من حالات الانتحار في صفوف الجيش والمجتمع الصهيوني، وأعلن أن الانتحار يتزايد في الجيش الإسرائيلي بشكل مقلق؛ حيث انتحر 17 جنديًا في عام 2023 و21 جنديًا في عام 2024، ومنذ بداية عام 2025، انتحر 16 جنديًا، كان آخرها هذا الأسبوع؛ حيث حاول جندي الانتحار أثناء تدريبه”.
وحذّر البروفيسور إيال فروشر، الرئيس السابق لقسم الصحة النفسية في الجيش الإسرائيلي، من تجاهل الوضع المزري الحالي، وقال: “يرى جنود الاحتياط أنفسهم معرضين لمخاطر عديدة، بما في ذلك فقدان وظائفهم وانهيار حياتهم الأسرية، ومشاعر الانفصال، والتجارب المؤلمة الناجمة عن الحرب”.



