اخر الأخبار

مجالس المحافظات تنشغل بالإقالات وتغادر دورها الرقابي

صراع الأحزاب ينعكس على عملها


المراقب العراقي/ سيف الشمري..


لم تُحقق مجالس المحافظات، الغرض المطلوب من عودتها بعد التوقف لسنوات عدة، إذ أن الانشغال أنصب على الصراعات السياسية والسعي خلف المناصب الأعلى في هرم المجلس، خاصة بين الكتل التي حققت مقاعد جيدة، وهو ما أفقدها قيمتها، وحرف مسارها الذي يجب أن يكون مبنياً على تقديم الخدمة ومتابعة المشاريع الاستراتيجية وملاحقة الفساد وقطع جذوره، لكن هذا كله لم يتحقق، ما جعلها في مرمى الانتقادات.
وفي السابق، عُطلت هذه المجالس بعد التظاهرات التي شهدها العراق عام 2019، وعلى إثرها تم حلها، فيما بقيت تدار من قبل المحافظ فقط، ولعدم وجود نص على تفكيكها بسبب مخالفتها للدستور العراقي، فإن القرار السياسي ذهب نحو إعادة تفعيل عملها مع إجراء تعديلات عليه بالنسبة لعدد الأعضاء والتحصيل الدراسي، ومن ثم الذهاب نحو إجراء انتخابات جديدة للحكومات المحلية.
وبقيت مجالس المحافظات، حبيسة الصراع السياسي الذي انعكس بالسلب على أدائها، ولم تحقق البرنامج المنوط بها، كما انها لم تستطع ان تغير وجهة النظر التي تؤكد بانها حلقة زائدة في العمل الحكومي.
وحول هذا الأمر، يقول المحلل السياسي محمود الهاشمي في حديث لـ”المراقب العراقي”: إن “مجالس المحافظات تعد حكومات مصغرة، ولها صلاحيات واسعة، ولهذا فهي تخفف عن الإدارة المركزية”، مبينا: أن “هذه المجالس تعطلت في العراق لمدة طويلة، بسبب مشاكل كثيرة حصلت نتيجة الأزمات السياسية داخل هذه المجالس نفسها، وأيضا نتيجة الخلاف مع المحافظ”.
وأكد الهاشمي، أن “هذه المجالس سليلة أحزاب، وإذا اختلفت الأحزاب الأم، تختلف معها هذه المجالس، وهذا يدل على ضعف الثقة في إدارة المحافظات”، منوها إلى أن “هذه المجالس كانت ومازالت سبباً في تعطيل الكثير من المشاريع”.
وبيّن الهاشمي، أن “أعضاء هذه المجالس غالبا ما يأتمرون بأمر رئيس الكتلة السياسية، أكثر من مصلحة المحافظة”، مبينا: ان “الخلافات ليست جديدة على تأريخ هذه المجالس”.
وخلال الفترة القليلة الماضية، شهدت هذه المجالس، إقالات وخلافات سيما بغداد التي جرى الإطاحة بمحافظها عبد المطلب العلوي، ومن ثم تمت إعادته بعد رفض كتلته الانقلاب السياسي، وفقا لما أسمته، ليعود أعضاء المجلس يوم أمس للتصويت على هذا الأمر، مرة ثانية، دون ذكر الأسباب.
هذه الصراعات جعلت أداء الحكومات المحلية خارج المتوقع، ودون المستوى المطلوب، مع تكرار الإخفاقات التي مُنيت بها المجالس السابقة والتي تم تعطيلها بسبب فشلها المستمر.
هذا وأُجريت انتخابات مجالس المحافظات غير المرتبطة بإقليم عام 2023 بعد انقطاع دام سنوات، إلا أن تشكيل الحكومات المصغرة استغرق شهوراً عدة، على اعتبار أن هذا الملف يخضع للمحاصصة الحزبية وتقسيم النفوذ بين بعض الأطراف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى