ضربة الشمس.. حالة طارئة تتطلب العناية الفورية

تهديد صيفي خطير
مع بداية فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، تصاعدت الاصابات بضربة الشمس في مختلف أنحاء العالم، وهو ما يدفع الأطباء الى تحديد أعراضها وتوضيح سبل الحماية منها.
وتوضح الدكتورة أولغا تشيستيك، أخصائية الأمراض الباطنية، أن الأعراض التالية قد تشير إلى حالة صحية حرجة، الإحساس بالحرارة المفاجئة، الصداع الشديد، الغثيان، الوهن العام والضعف الشديد.
وتحدث ضربة الشمس نتيجة التعرض المباشر لأشعة الشمس على الرأس دون حماية، حيث يؤدي غياب القبعة إلى ارتفاع حاد في درجة حرارة فروة الرأس وانتقال الحرارة إلى الأنسجة العميقة وزيادة الضغط داخل الجمجمة واضطراب الدورة الدموية الدماغية وخلل في الوظائف العصبية، وهذه السلسلة من التغيرات تؤدي إلى تورم أغشية الدماغ، وظهور أعراض عصبية شديدة، وخطر الدخول في غيبوبة في الحالات المتقدمة.
ويجب التفريق بين ضربة الشمس وضربة الحر، فضربة الشمس تتطلب تعرضاً مباشراً لأشعة الشمس وتؤثر بشكل رئيسٍ على الرأس والدماغ وتظهر أعراض عصبية واضحة، بينما ضربة الحر قد تحدث في أي مكان حار ورطب (كالغرف الخانقة)، وناتجة عن فقدان السوائل والأملاح، وتبدأ بأعراض عامة (ضعف، تعرق).
وتظهر العلامات التحذيرية المبكرة على شكل: صداع شديد، دوار وإرهاق، غثيان وعطش مفرط، تسارع نبض القلب، اضطرابات بصرية (ضبابية الرؤية)، تغيرات نفسية (تهيج، ارتباك).
ووفقا للطبيبة تشيستيك، غالبا ما يخلط بين ضربة الشمس والتعب أو نزلات البرد، ولكن إذا حدث غثيان أو صداع أو شحوب أو احمرار أو ارتعاش أو تعرق بعد التعرض لأشعة الشمس، فقد يكون هذا إشارة إلى ضربة الشمس ويجب الاستجابة لمثل هذه الأعراض على الفور.
وتقول: “يجب نقل المصاب فورا إلى الظل أو مكان بارد- غرفة مكيفة أو حتى منطقة مظللة في الخارج كافية، ويجب أن يستلقي المصاب على ظهره، ورفع ساقيه، وإمالة رأسه إلى الجانب في حالة التقيؤ. يجب فك أزرار الملابس الضيقة أو خلعها، وخفض درجة حرارة الجسم بالماء البارد – وضع منشفة مبللة وحركها بالمروحة، خاصة في منطقة مؤخرة الرأس والرقبة والإبطين والفخذ.
ولا ينصح أبدا باستخدام الثلج أو صب الماء البارد على جسمه، بل يكفي نفث الهواء باستخدام مروحة، لأن تبريد الجسم بسرعة كبيرة أمر خطير، وقد يسبب تشنجا وعائيا، كما لا ينصح بتغطية المصاب أو إعطائه القهوة، لأن هذه المشروبات تفاقم الجفاف وتسبب عبئا على القلب.
ويمكن إعطاء المصاب إذا كان واعياً، رشفات صغيرة من الماء أو الشاي 100- 150 مل خلال 15-20 دقيقة، لأنه عادة ما يحدث تحسن في الحالة خلال أول 15 إلى 30 دقيقة بعد تقديم المساعدة. ولكن إذا لم تتحسن حالة المصاب أو ظهرت أعراض جديدة خلال هذه الفترة، يجب استدعاء سيارة الإسعاف على الفور.



