اخر الأخبارالنسخة الرقميةتقارير خاصةسلايدر

أحزاب خاسرة تسجر “تنور الطائفية” بحطب الفوضى والتنبؤات الخيالية

الانتخابات تعيد إحياء الخطابات الميتة


المراقب العراقي / سداد الخفاجي..
مع قرب موعد الانتخابات البرلمانية في العراق، بدأت بعض الجهات السياسية التي لا تؤيد إجراءها خوفاً من تضرر مصالحها الترويج لأخبار وإشاعات الهدف منها خلق فوضى داخل البلاد، تارة عبر تصريحات حول أحداث كبيرة قد تكون أمنية أو سياسية تؤجل على إثرها الانتخابات، وتارة أخرى عبر إطلاق الخطابات الطائفية، في محاولة لكسب ود وتعاطف الجماهير والتغطية على الفشل في بناء قاعدة جماهيرية حقيقية تمكن هذا الحزب أو ذاك من المنافسة الشريفة على البرلمان القادم.
الصراع الانتخابي تركَّزَ هذه المرة بشكل واضح في المحافظات السنية التي تشهد تصدعاً غير مسبوق، نتيجة محاولة كل حزب السيطرة والاستحواذ على أصوات الناخبين، الامر الذي دفع الأحزاب والشخصيات التي ترى أنها ستفشل في تحقيق أصوات تؤهلها للمنافسة على مقاعد مجلس النواب، لتتخذ من أسلوب التشكيك والتسقيط بالعملية الانتخابية طريقاً للحفاظ على المكتسبات القديمة التي حققتها من الدورة السابقة.
الناخب العراقي أصبح على وعي تام بمجريات الأمور وشخَّصَ بشكل دقيق كل رئيس كتلة وتوجهه وبرنامجه الانتخابي والاهداف التي يسعى لتحقيقها، وفي المقابل أن المرشحين أيضاً يعرفون أن المجتمع العراقي تثقف انتخابياً نتيجة تجاربه السابقة، وبالتالي فأن الشعارات الرنانة والوعود المزوقة لن تنطلي عليه، وهو ما يدفع البعض الى سلك طرق الطائفية والترهيب إما لكسب الناخبين أو محاولة تأجيل الانتخابات للحفاظ على مصالحه من الضرر، ولعل أقرب الأمثلة على أرض الواقع هو رئيس حزب السيادة خميس الخنجر المعروف بالارتباط والتوجه الذي سخر كل لقاءاته وبياناته للتقليل من أهمية الانتخابات المقبلة.
وحددت الحكومة العراقية، في وقت سابق، الحادي عشر من تشرين الثاني المقبل موعداً رسمياً لإجراء الانتخابات التشريعية العامة في البلاد، بنسختها السادسة منذ الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003، في وقت يتوقع مراقبون مشاركة واسعة نتيجة رغبة العراقيين بالتغيير بالإضافة الى انطلاق الدعايات الانتخابية مبكراً مما يفسح المجال أمام الناخبين في اختيار مرشحيهم بأريحية.
بوادر الصراع الحزبي السني بدأت تلوح بين حزبي تقدم الذي يقوده المتهم بالتزوير محمد الحلبوسي، والمتهم بالإرهاب خميس الخنجر، عبر بيانات تسقيط مبطنة بين الطرفين، قد تتطور مع قرب موعد الانتخابات الى مواجهة مباشرة تشتعل معها الساحة السنية وقد تنعكس على الأوضاع بشكل عام في المحافظات الغربية، سيما مع سعي الطرفين على تنصيب نفسه الزعيم الأول للمكون بعد أن احترقت أوراقهما السياسية بالتزوير والإرهاب.
وحول هذا الموضوع يقول المحلل السياسي إبراهيم السراج لـ”المراقب العراقي” إن “اللجوء الى خطاب الطائفية ولغة الفوضى يأتي نتيجة إفلاس بعض الأحزاب سياسياً فتلجأ الى هذا الأسلوب لتحقيق نتائج تضمن لها المشاركة في الحكومة المقبلة”.
وأضاف السراج إن “الخنجر والحلبوسي وغيرهما من الشخصيات السياسية المفلسة فقدوا ودهم الشعبي داخل محافظاتهم، لأنهم لم يفهموا الدولة والعمل الانتخابي والتسويق لمشروعهم”، منوهاً بأن “الطائفية والتهديد عناوين استهلكت ويعاقب عليها القانون العراقي”.
وأشار الى أن “الخطاب الطائفي للخنجر وغيره من الشخصيات المأزومة والمتهمة بالإرهاب يجب على الحكومة أن تقف عنده وتحاسب الجهة التي تتبناه لأنه يُعتبر تهيدا لأمن البلد واستقراره”.
وأوضح السراج أن “حرب الزعامات والنفوذ بدأت في المناطق السنية، والأموال السياسية ستلعب دوراً في صعود بعض الشخصيات التي تمتلك علاقات بالخارج، مبيناً أن بعض الجهات أعدت سيناريوهات متعددة وفقاً لنتائج الانتخابات”.
الجدير بالذكر أن خميس الخنجر رئيس حزب سيادة زعم في تصريح تلفزيوني أن الانتخابات البرلمانية قد تتعرض للتأجيل نتيجة حدث معين قبل إجرائها، الامر الذي فسره مراقبون بأن هذه التصريحات تحمل رسائل تهديد مبطنة، سيما مع ارتباط اسم الخنجر وتورطه بدعم العصابات الإجرامية.
أن تشهد الانتخابات تنافساً بين الأحزاب المشاركة أمر طبيعي وموجود في جميع بلدان العالم، لكن في العراق يبدو الامر مختلفاً فعوامل مثل المال والدعم الخارجي وغيرها تلعب دوراً محورياً في نتائج الانتخابات، بعيداً عن الأصوات التي يحصل عليها، سيما في المناطق السنية التي تدار بطريقة ديكتاتورية، فيما تبقى الحركات الناشئة والجديدة تصارع حتى التلاشي أو الانخراط تحت قيادة الأحزاب صاحبة النفوذ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى