هل ينتشل المدرب الجديد ريال مدريد من فوضى الموسم الحالي؟

انتهى آخر حلم لريال مدريد، من أجل تفادي الخروج بموسم صفري، بخسارة مؤلمة في الكلاسيكو ضد الغريم برشلونة بنتيجة 3-4 أمس الأحد.
الهزيمة في الكلاسيكو لم تعنِ خروج الميرنجي من سباق اللقب على الليغا فقط، بل فتحت نار الانتقادات على الموسم الكارثي الذي عاشه الفريق.
مشروع البرنابيو الجديد
عندما عاد فلورنتينو بيريز إلى رئاسة ريال مدريد في صيف 2009، كان واضحًا أن الرجل الذي أطلق ثورة “الجلاكتيكوس” مطلع الألفية، ينوي كتابة فصل جديد من مشروعه الرياضي والإداري، لكن برؤية مختلفة.
وبعد إنفاقه الباذخ في ولايته الأولى على أسماء لامعة مثل زيدان، وفيجو، وبيكهام، أدرك أن قواعد اللعبة في كرة القدم الأوروبية تغيرت، وأن النجاح المستدام يتطلب الجمع بين الاستقرار المالي، وبنية تحتية متطورة.
سياسة الصفقات المجانية
في ظل هذه الأعباء المالية، بدت استراتيجية بيريز في سوق الانتقالات منطقية، حيث ركز على الصفقات المجانية، أو منخفضة التكلفة للحفاظ على التوازن المالي.
ولم تكن هذه مجرد خطة نظرية، بل تجسدت في تعاقدات النادي، مثل ضم ديفيد ألابا من بايرن ميونخ عام 2021، وأنطونيو روديجر من تشيلسي 2022، وأخيرًا كيليان مبابي عام 2024، الذي انضم مجانًا بعد مفاوضات طويلة ومعقدة مع باريس سان جيرمان.
وفي كلمته أمام الجمعية العمومية للنادي عام 2024، أوضح بيريز فلسفته قائلًا: “مشروع البرنابيو الجديد سيمنح ريال مدريد الاستقرار المالي لعقود قادمة، وسيجعلنا ننافس ليس فقط داخل الملعب، بل في عالم الأعمال والترفيه أيضًا“.
أزمة الدفاع
منذ انطلاق الموسم الحالي، واجه ريال مدريد، واحدة من أصعب الأزمات الدفاعية في تأريخه الحديث.
بدأت الأزمة بصدمة مبكرة، حيث تعرض إيدير ميليتاو لقطع في الرباط الصليبي مع بداية الموسم، بينما استمر غياب ديفيد ألابا مع عدم وضوح موقفه حتى نهاية كانون الثاني الماضي، كما أصيب داني كارفاخال، الظهير الأيمن وقائد الفريق، بقطع في الرباط الصليبي أيضًا.
وفجأة، أصبح خط دفاع ريال مدريد هشًا ومكشوفًا، معتمدًا فقط على أنطونيو روديجر، والشاب الصاعد راؤول أسينسيو.
واضطر المدرب كارلو أنشيلوتي إلى اعتماد حلول مؤقتة، مثل توظيف إدواردو كامافينجا كقلب دفاع، أو سحب أوريلين تشواميني، لاعب الوسط الدفاعي، إلى مركز قلب الدفاع في بعض المباريات.
ورغم محاولات الفريق للحفاظ على تماسكه، ظهرت علامات الخلل بوضوح في الأداء الدفاعي، سواء في الليغا، أو دوري أبطال أوروبا.
ومع اقتراب فترة الانتقالات الشتوية الماضية، ارتفعت أصوات الجماهير والإعلام، مطالبة الإدارة بالتحرك السريع لسد هذه الثغرة الواضحة، خاصة مع توفر مدافعين في السوق يمكنهم تقديم حلول فورية.
ألونسو الحل المنتظر
ويستعد كارلو أنشيلوتي لمغادرة ريال مدريد خلال الأسابيع المقبلة، بالتزامن مع الجولة الأخيرة من الليغا، ليتولى تدريب منتخب البرازيل.
وسيخلفه في القيادة الفنية للميرنجي تشابي ألونسو، مدرب باير ليفركوزن، بعد إنجازه التأريخي بقيادة الفريق الألماني للتتويج بلقب البوندسليغا دون هزيمة في الموسم الماضي.
ويمتلك ألونسو، أحد أساطير خط وسط ريال مدريد، رؤية تكتيكية حديثة تجمع بين الضغط العالي، التنظيم الدفاعي الصلب، والهجمات المرتدة السريعة.
لكن السؤال الجوهري يبقى: حتى لو تم تعيينه بعد نهاية الموسم وقبل كأس العالم للأندية المقررة صيف 2025 في الولايات المتحدة، هل سيملك ألونسو الوقت الكافي لإعادة بناء خط الدفاع المهتز، وإعداد الفريق للمنافسة على الألقاب؟