Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخر الأخبارثقافية

منحوتات ميثم محمد السنبسي.. العراقي يحمل وطنه ويدور به بين المنافي

المراقب العراقي/ المحرر الثقافي…

يرى الناقد رحيم يوسف أن أعمال النحات ميثم محمد السنبسي تمثل المواطن العراقي الذي يحمل وطنه على ظهره ويدور به بين المنافي وهو في ذلك يحاول التملص من ازمته عبر طرحه المدهش والمختلف أدائيا ، مؤكدا بذلك رؤاه الفنية الجمالية.

وقال يوسف في قراءة نقدية خص بها” المراقب العراقي” : إن”ميثم السنبسي درس الفن في معهدي ( انشاينة في دلهي والفنون التطبيقية ببغداد ) والحائز على العديد من الجوائز في مشاركات متعددة لذلك يُعد من الفنانين العراقيين الشباب الذين ينتظرهم مستقبل واعد في النحتية العراقية ، وذلك لمثابرته المستمرة وقدرته الكبيرة على إنجاز أعماله بروح التحدي والمطاولة” .

وأضاف:إن” عزلة الفنان ، تمثل له نوعا من التفكير في حضرة الفن ، فهو لا يستطيع ان ينتج المدهش والمختلف وسط ضجيج الآخرين ، اقول ذلك عن تجربة حدثت لي مع مجموعة من الفنانين التشكيليين الذين سكنوا بناية واحدة في منطقة الكرادة ببغداد  لسنوات ليست بالقليلة ، وكنت اُراقب اداءهم بشكل يومي ، فلم تكن اساليبهم تخرج من خانة التأثير المباشر أحدهم بالاخر  من خلال تكرار الخطوط والألوان والتكوينات التي توضع على السطوح بتشابهات تحدث حتى دون وعي منهم والسبب الأساسي لذلك هو التقارب المكاني واطلاعهم على أعمالهم فيما بينهم في كل لحظة”.

وتابع: إن” الفن هو منجز شخصي ، يعمل عليه شخص ما  في الفنون الفردية الاداء  ، وبعيدا عن آليات وطرائق الإنجاز التي ينتهجها الفنان في عمله ،  فإن أهم مساعيه تتلخص في ترك تأثير ما على الآخر مهما كانت درجة وعيه وفهمه لما هو مطروح من نتاج فني ، والفنان بالنتيجة يسعى إلى ترميم ذاته الجريحة في أعمق أعماقها، تلك الذات التي تعاني أزمات عديدة دون الإفصاح عنها ، فالفنان عادة ينتج اعماله لانه مختلف عن الاخر ، الاخر الذي يعيش ازماته الداخلية ، ضمن عالم مازوم اصلا “.

وأوضح:أن” الفنان يحاول التملص من ازمته عبر طرحه المدهش والمختلف ادائيا ، مؤكدا بذلك رؤاه الفنية الجمالية ، شخصيا اتحدث هنا عن الفن عموما ، والفن التشكيلي على وجه الخصوص ، من هنا فإن انتاج المختلف بصريا يتحول الى مغامرة محسوبة النتائج بالنسبة للفنان ذاته ، تلك المغامرة التي تبدأ من الفكرة واختيار الوسيط الذي تنفذ فيه الفكرة وأعني الخامة ، وقد جرب النحاتون العديد من الوسائط من اجل طرح رؤاهم ، تلك الوسائط التي تختلف طرق معالجتها من فنان لاخر ، تبعا لاساليبهم الفنية الخاصة التي تسعى لخلق المختلف كما أشرت سابقا ، ومن تلك الوسائط تبرز مادة الخشب باعتبارها من الخامات الصعبة عند التعامل معها خلال عملية النحت”.

وبين:أن” حالة التأثر وجدت في الفن الحديث كظاهرة لا يمكن اغفالها ، فلا يوجد فنان لم يتأثر بما سبقه من اعمال لفنانين  او اساليب فنية مطلقا ، لإن الفنان هو الأكثر تقبلا لعمليات التأثر والتاثير بسبب حساسيته الزائدة دونا عن الآخرين ، فعمليات التأثر تلك لا تظهر بشكل مباشر ، بل تظهر في فترات زمنية غير محسوبة على اعتبار انها تتحول الى نوع من المطمورت في لاوعيه ، لتظهر اثناء عملية النحت حتى دون وعي منه ، وتلك التاثيرات منها ماهو  روحي ويترك آثاره على عمل الفنان حتى وان وجد أسلوبه الخاص الذي سيميزه عن الآخرين”.

وأشار إلى أن”معظم الفنانين العراقيين الذين  درسوا الفن خارج البلاد درسوه في الغرب ، وتاثيرات الغرب معروفة كونها اسلوبية بالدرجة الاساس وذلك ما عرفناه لاحقا في اعمال الفنانين ، لكن الفنان قيد الدراسة واعني السنبسي  درس أصول الفن قي الشرق على عكس الكثيرين وفي الهند تحديدا ، ولذلك كانت التاثيرات البارزة على اعماله هي تاثيرات  روحية بالدرجة الاولى ، لانه عايش وخالط مجتمعا غارقا في التنوع والاختلاف الديني والعرقي ، وهو ذو حضارات عريقة ضاربة في عمق الزمن ، لذلك اصبحت هويته روحانية بالدرجة الاساس ، فتحول سحر ذلك على أعماله التي انتجها في لاحق الزمن”.

وأكمل”في عمل المهاجرين او هكذا أسميه ، لم يجعل الحقائب على الرؤوس بل اصبحت هي الرؤوس عند النظر الى المشخصات بالقليل من التدقيق ، والحقائب هي أوطان متنقلة ، فأي قدر هذا الذي يجعل العراقي يحمل وطنه ويدور به بين المنافي كما كتب الشاعر كاظم الكاطع مرة بما يوازي هذا المعنى ، هكذا أفاد الفنان بحرفية كبيرة ان العراقي يولد بوعي أن في  اعلى جسده حقيبة للسفر بدلا من راسه فلا حاجة له بالرأس إذن ، فمنذ عشرات السنين والى زمن غير معلوم سيبقى هكذا بسبب بعض المهيمنات المعطلة التي خلقها لذاته”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى