الرفض والاحتجاج في عالم الدجاج

بقلم/ منهل عبد الأمير المرشدي..
في قراء سريعة موجزة لما يفعل الفاعلون ويعمل الظالمون ويعيث في الأرض الفاسدون، وما يقابله من أبناء الشعب المتصدّين والرافضين والمحتجيّن تكون الخلاصة وبالمختصر المفيد، إنهم يعملون ويفعلون ما يشاؤون ويرغبون ويخططون، ونحن نحتج ونرفض، ولا شيء غير الاحتجاج، ولا شيء نعمل غير الاحتجاج. كل شيء يمضي في عالم الفساد وسطوة المافيات التي تنهب المال العام، تقابله تظاهرة بلافتة الرفض من عشرات الأفراد، وقد يكون بينهم شيخ أو وجيه أو نائب في البرلمان أو فاعل خير للاحتجاج أو بيان صحفي أو ربما حلقة في برنامج تلفزيوني ليس إلا، ميناء الفاو الكبير مات وانتهى وتلاشى ونحن نحتج ولا شيء غير الاحتجاج واستلم المرتشون الرشاوى من الكويت ونحن نحتج ونرفض! اتفاقية العراق مع الصين، أمست في خبر كان، ونحن نحتج ولا شيء غير الاحتجاج.. خور عبد الله في قائمة المفقودين من الإرث العراقي بفضل المتصدقين في ليالي السحت الحرام ونحن لم نزل نحتج ولا شيء غير الاحتجاج.. منذ عقدين من الزمان والنفط العراقي ينهب ويهرب في كردستان البره زاني ومعه أموال الموارد والحدود وكل شيء، ونحن نحتج والبره زاني يهرب أكثر وينهب أموال العراق دون قيد أو حساب، ونحن نصرّح أكثر ونعقد مؤتمرات صحفية أكثر وأكثر، ولا شيء يستجد قبل هذا وبعد هذا الاحتجاج، إلا التهريب المعلن والسرقة المعلنة أكثر وأكثر، الأتراك بقيادة السلطان أردوغان يحتلون مساحات واسعة في شمال العراق ويقصفون ويقتلون ونحن نحتج ونحتج وعاشت السيادة تحت الوسادة، القواعد الأمريكية تنعم بالاستقرار في أرض العراق وتتكاثر وأمريكا تفعل ما تشاء في الإنسان والأرض والكهرباء ونحن نرفض بل اننا أحيانا نفعل أكثر من الرفض فنحتج، وما أحلى الاحتجاج في سوق الدجاج. فلسطين ضاعت وغزة في لحظات الاحتضار الأخيرة ومشروع توطين الفلسطينيين في غرب العراق قيد التنفيذ بين الرفاق ونحن نحتج ولا شيء غير الاحتجاج، بقي ان نقر ونعترف بحقيقة الأمر الغامض في الاحتجاج الرافض، إن حُمّى الرفض والتصدي والوطنية الزائفة تتناسب طردياً مع موسم الانتخابات، فكلما قرّبت الانتخابات في البلاد، ارتفع صوت الرافضين والمحتجين من دون حاصل يرى أو قيد في السجلّات حتى لو كان حبراً على ورق، فإلى متى؟.