الانشقاقات تعصف بالكتل السُنية وبورصة المناصب ترتفع

قبيل الانتخابات البرلمانية
المراقب العراقي/ سيف الشمري..
بدت الخلافات السياسية واضحة على الكتل السُنية، تزامناً مع قرب الانتخابات التي تم تحديد موعدها نهاية العام الحالي، حيث تتسابق كتل البيت السُني للحصول على المناصب التنفيذية من خلال ترتيب أوراقها عبر الانضمام للكتل التي قد تحقق نتائج جيدة خلال العملية الانتخابية، والانسحاب من الأحزاب التي فقدت وجودها وتمثيلها، وهذا ينطبق على أحزاب تقدم والسيادة، التي لم تقدم أي شيء يذكر للجمهور السُني الذي انتخبها، لكنها توجهت للاهتمام بمصالحها الحزبية، بعيداً عن متطلبات جمهورها.
وتصدرت الانشقاقات الأحزاب الممثلة للمكون السُني وآخرها انشقاق عضو مجلس محافظة بغداد رفاه الزوبعي، والتي أعلنت عن خروجها من حزب تقدم الذي يرأسه محمد الحلبوسي الرئيس السابق للبرلمان والذي أقيل إثر تهم تتعلق بالتزوير، والتي أعقبتها انسحابات عدة من قيادات هذا الحزب، بالإضافة إلى خروج العديد من الشخصيات المؤثرة على مستوى المكون السُني من حزب تقدم الذي يرأسه خميس الخنجر المعروف بتوجهاته وفساده.
مراقبون أكدوا، أن السباق الانتخابي السُني بدأ مبكراً وهذا يحدث للمرة الأولى ويعكس مدى التفكك الحاصل حالياً بالنسبة لهذا المكون، الذي لا يمتلك مرجعية سياسية يمكنه الرجوع إليها في أوقات الأزمات السياسية، خاصة التي تحدث بين كل من الحلبوسي والخنجر اللذين يتسابقان على زعامة المكون، لكن مساعيهم فشلت في ظل الفشل الذي حققوه طيلة وجودهم بالعملية السياسية.
مصدر مطلع قال في حديث لـ”المراقب العراقي”، إن “الأحزاب السُنية الناشئة مؤخراً والتي انشقت بالأساس من الأطراف التقليدية بدأت بإعطاء الوعود بالمناصب لكل من ينظم لصالحهم في الانتخابات وهذا يأتي لمحاولة الحصول على أكبر قدر ممكن من المقاعد البرلمانية الخاصة بالمكون”.
وأضاف المصدر: أن “الوجوه التقليدية السنية باتت غير مرغوب بها على مستوى الشارع السني، ولهذا هناك توجه نحو بناء جيل سُني شبابي لإدارة المرحلة المقبلة، في ظل الفشل الذي رافق الأحزاب التقليدية طيلة السنوات التي تلت الاحتلال الأمريكي”.
في السياق، قال المحلل السياسي د. علي الطويل في حديث لـ”المراقب العراقي”: إن “قضية الانشقاقات ليست بالجديدة على التحالفات السُنية، وهي قضية أزلية والصراعات عادة تتعلق بالمكاسب السياسية والمادية”.
وأضاف الطويل: ان “الكتلة التي تدفع أكثر وتوعد المرشحين بمناصب مهمة هي من تجذب الآخرين وهذا تكرر لمرات عدة وبشكل ملحوظ”، مستدركا: أنه “بعد تشكيل أية حكومة سواء محلية أو اتحادية كذلك نشهد هذا الحراك والتنقلات من جهة لأخرى”.
وتابع الطويل: “هذا دليل على أن القضية لا تتعلق ببرنامج العمل بل ترتبط بمستوى المكاسب التي يحصل عليها الشخص من هذه الجهة أو تلك”، منوها إلى أن “هذا هو أساس الصراع داخل الأحزاب السُنية”.
يشار إلى أن ما يحصل من انقلابات سُنية هي ليست وليدة اليوم، بل جاءت بسبب تراكمات سابقة ومشاكل أريد منها اقصاء الخصوم، وأيضا لمغادرة الوجوه والاسماء القديمة وتجديد دماء المكون بعناصر شبابية.