اخر الأخبارالنسخة الرقميةتقارير خاصةثقافيةسلايدر

الشاعر شادي سعد يرسم عذابات الإنسان في جنوب لبنان وغزة

المراقب العراقي / المحرر الثقافي…

يرى الناقد قاسم ماضي أن الشاعر اللبناني شادي سعد استطاع أن يرسم عذابات الاخرين في جنوب لبنان وغزة عبر ضمير الشاعر الحالم بنصوص تنطلق من هذه الأمكنة التي أرخت بظلالها على روحه على الرغم من كونه يعيش في المنفى.

 وقال ماضي في قراءة خص بها ” المراقب العراقي”: إن”الشاعر اللبناني  شادي سعد يُعد من الشعراء الذين لهم حضور في المنفى بعد أن وضع لنفسه دائرة مختلفة عن بقية هذا الكم الهائل من الشعراء الذين عاصرهم حيث انطلق من الأمكنة وعلاقاتها في ضمير الشاعر الحالم بنصوص تنطلق من هذه الأمكنة التي أرخت بظلالها على روح  الشاعر ،الامر الذي جعله يكتب قصيدته التي حركت مشاعرنا إزاء ما نمر به .

ولمن مضوا من غير أسماء

ودون هوية

دون ارتعاش يدي طيبة

 وأضاف: إن” للمكان أثره في جميع النصوص الشعرية ، وبالتالي فإن اختلاف المكان يمنح النصوص الشعرية اختلافات ما، فالشاعر غادر وطنه وتجول في عدة أوطان وعاش معاناة الغربة والتغرب حتى أدرك ما هو تأثير المكان على روحه المتشعلة والتي أضرمت النار في قلبه فقصائده جميعًا هي من صميمم هذه الامكنة .

في قصيدة ” صرخة دم ” ياطفل غزة

يقول والموت يخبو في الدروب

 يخبو كطفل ضائع

ليكون صوته متماشيا مع الشعراء الكونيين الذين أرادوا وضع قصائدهم في فلك فلسفة هذه الحياة التي شكلت لديه الهم الأول .حيث أثرت قراءاته المتعددة من الذين سبقوه في كتابة قصيدة المكان ومنهم الشعراء الذين تركوا أثرا واضحا في هذا المجال ومنهم الشاعر الكبير أدونيس ، إلياس ابو شبكة ، أحمد سالم ،  وأخذ على عاتقه مسؤولية الكلمة التي أراد منها أن تكون أداة لرسم هذا الواقع الذي يعيشه .

فجاءت قصيدة ” صرخة دم ” ويا طفل غزة .

ياجناحا كشرت أضلاعه في الحرب

  يا يده التي لم تبلغ الخبز الاخير.

 وتابع : “لو تتبعنا تأريخ الشعراء لوجدنا  أن أغلبهم سار بهذا الاتجاه الصعب ،باعتبار أن الشعر قضية وممارسة يومية لواقع الحياة ،ولكي يؤسس في بوتقته وعالمه الخاص الذي ينطلق منه أن للكلمة مسؤولية وللشاعر ضميرا ينبض بقول الحق ،

كل الذين تنفسوا نورالحقيقة 

سُحلوا فوق الأزقة

ذُبحوا أو شُردوا وكأنهم ورق الخريف ،

 ولهذا نجد هذا الطبيب ، وهو صاحب كتابات فلسفية  ودراسات دينية مختلفة عن هذا الكم من الذين رصدوا المشهد الديني والسياسي ومنها كتاب ” الوعي الإلهي ” و ” ثمار الأولياء ” و ” أثير العارفين ” ،

سرقوا نشيد الفجر من فمه هنا

ليغيب في صمت الردى والويل

وأشار الى أن ” شادي سعد ” أكد للجميع ، أنْ لا ناسه يرون أنفسهم في شعره ، ولا الغرباء يتعرفون إلى ما يشير اليه والى زمنه ومكانه وأزماته ومسراته ، وهو ما يسعون اليه ، وهذا مثل من يكتب ويدفن كلماته ونفسه بلا جدوى ، لا أهمية لشعر عائم في الفراغ بلا مكان ولا زمان ولا عواطف انسانية ولا عطور حارة نتحرق أن نشمها “

ومن جميع القاذفات الغاضبات

على الضلوع الواجفة .

وأكمل :”ولأن الشعر هو حالة إنسانية ، والشاعر يصف ما يمر به من هموم ومشكلات تخصه والمجتمع أو ما يشعر به من خلال احتكاكه مع مجتمعه ،وشاعرنا ” شادي سعد ” يحب الأمكنة ومن خلال تجواله بعالم قصائده المتنوعة ، ولغته الشعرية الدقيقة والمعبرة عن كل حالة يمر بها وعن أمكنة حفرت ذكرياتها في مخيلته حاول أن يعيد رسم جغرافيتها بلغة شعرية ذات اتساق شعري متوازن ولغة سلسلة  ، ولعل غزة كمكان وجغرافيا وكشعب وقضية وما تمر به اليوم  من مخاضات لانتزاع حريتها والمحافظة على جذوة الامل في غد آمن رغم ما تواجهه من موت أصبح يغطي كل مساماتها ، وهذه المشاهد جعلت الشاعر يصفها ويدخل في تلابيب مشاهد الموت والدمار، ليرسم صورة القبح لهذا المعتدي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى