بيانات فارغة لمنظمات حقوقية تتستر على عمليات إبادة العلويين

تواطؤ دولي مع الاجرام في سوريا
المراقب العراقي/ سداد الخفاجي..
تتواصل انتهاكات العصابات الاجرامية في سوريا منذ أيام ضد العلويين، إذ تمت هذه المجازر تحت أنظار المجتمع الدولي وتواطؤ إقليمي واضح وصمت إعلامي عربي مشبوه، ما يضع الكثير من علامات الاستفهام عن تورّط جهات خارجية بمحاولة إثارة فتنة داخل سوريا، لتحقيق بعض الأهداف، سيما الزحف الصهيوني الذي وصل الى مشارف دمشق دون أية ردة فعل تذكر، لا من داخل سوريا أو خارجها.
منظمات حقوق الإنسان كان موقفها خجولاً من المجازر التي ارتكبها الإرهابيون بحق العلويين، فبعد أيام من عمليات القتل والتنكيل وصل وفد من الأمم المتحدة الى سوريا للتحقيق بالأحداث، معلناً عن فتح باب الشكوى أمام المواطنين، وهو دليل واضح على محاولة تسخيف عمليات الإبادة الجماعية وتصنيفها ضمن التصرفات الفردية، رغم ان عدد الشهداء تجاوز الـ1000 ضحية، فيما غابت منظمات المجتمع المدني التي تنادي بحقوق الانسان، إذ لم تدعُ أية منظمة معروفة للتحقيق بجرائم عصابات الجولاني والتزم جميعها الصمت.
وبحسب مراقبين، فأن موقف المنظمات الأممية والمجتمع الدولي دائماً ما يكون منسجماً مع الرؤية الأمريكية والصهيونية، لا تنصف الشعوب المظلومة ولا يعوّل على تقاريرها وتحقيقاتها، خصوصاً في الملفات التي تتعلق بالشرق الأوسط وتحديداً الدول القريبة من محور المقاومة الإسلامية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبالتالي فأن دماء الأبرياء سيتم نسيانها تحت صفقات ومسميات المصالحة الوطنية ووحدة الشعب السوري.
في مقابل ذلك، لم ينتظر من الحكومات العربية ان يكون لها موقف مضاد لجرائم عصابات الجولاني، سيما وان تلك الحكومات هي شريكة وداعمة للإرهاب في المنطقة، ولعل الدعم الخليجي المطلق لتنظيم داعش الإجرامي في العراق، وتأييد الاعلام العربي لعمليات التهجير والقتل ضد الايزيديين والشيعة، خير دليل على الدعم العربي المستمر للإرهاب في المنطقة.
وحول هذا الموضوع، يقول المحلل السياسي محمد صادق الهاشمي لـ”المراقب العراقي”: إن “العصابات الإجرامية هي أداة بيد الكيان الصهيوني وأمريكا وتحركها وفقاً لمصالحها، مشيراً الى ان مصلحة الاستكبار العالمي اليوم هي الفوضى في سوريا”.
وأضاف الهاشمي: إن “منظمات المجتمع الدولي والأمم المتحدة دائماً ما تتجاهل المجازر وجرائم الإبادة، فلم نسمع صوتاً لها في مجازر الكيان الغاصب في لبنان وغزة واليمن وحاولت تصوير هذه العمليات على انها عمليات للدفاع عن النفس”.
وأوضح الهاشمي: ان “العراق يراد له ان يكون مثل سوريا ولولا وجود قوة عقائدية تحمي أراضيه، لكان الشعب العراقي اليوم تحت وطأة العصابات الإجرامية”.
وشهدت المناطق الساحلية، وخاصة اللاذقية وطرطوس، تصعيدًا كبيرًا في العمليات العسكرية التي تستهدف العلويين، بحجة أنهم موالون للنظام السابق، إذ قامت عصابات الجولاني بالهجوم ضد القرى والبلدات العلوية، مستخدمة أسلحة ثقيلة في عمليات القتل الجماعي والتدمير الممنهج، إذ تشير التقارير الواردة من الداخل السوري إلى تنفيذ إعدامات ميدانية بحق مدنيين لمجرد انتمائهم الطائفي، فضلًا عن عمليات خطف منظمة تهدف إلى ترهيب السكان وإجبارهم على النزوح الجماعي.
وبحسب متابعين، فأن الموقف الغربي اليوم يتسم بالازدواجية وعدم الوضوح حول ما يجري في سوريا، فهو يصنف المجاميع المسلحة هناك ضمن قائمة الإرهاب الدولي، لكنه في الوقت نفسه يغض النظر عن الجرائم التي تُرتكب ضد العلويين في سوريا، ومازال يتعامل مع حكومة الجولاني على انها حكومة سياسية شرعية، رغم التقارير التي توثق قيام المسلحين التابعين للجولاني بارتكاب مجازر ضد آلاف العلويين ومحاولة تهجيرهم.