في مدينة النعمانية بمحافظة واسط، يعمل الحاج سعيد عبد الحسن على تقديم واحدة من أقدم وأشهر الحلويات التراثية العراقية، وهي “المدكوكة”، التي تحمل نكهة خاصة تجعلها مطلبا موسميا، خاصة خلال شهر رمضان، حيث يحرص البعض على حجزها مسبقا.
وبدأ الحاج سعيد رحلته مع صناعة المدكوكة منذ الثمانينيات، مستندا إلى خبرة الأجداد الذين كانوا يعدونها في البيوت و”الدواوين”، وهي أماكن الضيافة التقليدية.
وبحسب الحاج، فإن إعداد المدكوكة يعد مجهودا بدنيا شاقا، خاصة عند تحضير كميات كبيرة، حيث يعتمد الرجال على “الجاون” لدق التمر ومزجه بالمكونات الأخرى.
يقول الحاج سعيد أن “الجاون” الذي يستخدمه ليس عاديا، وانما أصله من بيلاروسيا، حيث يتميز بقوته وصلابته، ما يساعده على تحقيق القوام المثالي للمدكوكة”.
وتعتمد المدكوكة على مكونات بسيطة لكنها ذات قيمة غذائية عالية، اذ يتم خلط التمر مع السمسم والهيل و”حبة الحلوة” داخل الجاون، ومن ثم يدق حتى يخرج زيت السمسم، مما يمنح الخليط قواما طحينيا غنيا، وبعد ذلك، يتم رشه بالجوز أو السمسم المحمص، ويشكل إلى كرات صغيرة جاهزة للتقديم.
وتعتبر المدكوكة وجبة مغذية تمنح الجسم الدفء والطاقة، ما يجعلها خيارا مثاليا للأجواء الباردة.
