اخر الأخبارثقافية

خزفيات أمير حنون النقاش.. خط طويل من الأوجاع والمسرات

المراقب العراقي/ المحرر الثقافي…

يرى الناقد رحيم يوسف أن خزفيات أمير حنون النقاش تمثل خطا طويلا من الاوجاع والمسرات نحاول أحيانا تمثله أو بعض منه في محاولات يائسة للتمسك بالحياة عبر بث الجمال من خلال  إعادة تشكيل الطين.

وقال يوسف في قراءة نقدية خص به ” المراقب العراقي “:إن”المشتغل بالطين لابد له من معرفة أسراره وما يخبئه من ارواح باعتباره مادة حية خام مع أننا لا نستطيع القبض على تلك الارواح  نحن السائرين باتجاه الزوال ، فالطين هو المادة الوحيدة التي تحفظ اسرار البقاء أو اسرار الأبدية ، نحن الذين تشكلنا منه ونتحلل لنعود اليه مجددا في دورة حياة أبدية قد نعرف بداياتها كما أفادت اساطير الاولين ولكن لا قدرة لنا على معرفة نهاياتها “.
 وأضاف:إن” بين البداية والنهايات ثمة خط طويل من الاوجاع والمسرات نحاول أحيانا تمثله أو بعض منه في محاولات يائسة للتمسك بالحياة عبر بث الجمال من خلال اعادة تشكيل الطين  لخلق حياة موازية فنظن أننا قد افلحنا في خلق تلك الحياة ولكن ؟ ، هكذا هو الاشتغال بمادة الطين دون غيره في التعامل مع الفن ، وهو ما نراه في اشتغالات اعداد لا تحصى من الفنانين العاملين  عليه ، والذين اسميتهم يوما أبناء الطين ، ومع أننا جميعا أبناء الطين ومنه وله كما أشرت ، غير انهم بقوا أوفياء له طالما امتدت بهم الحياة في هذا الكون ، ولهذا فإن تجاربهم الفنية الجمالية تفرض سطوتها علينا على الدوام، والفنان أمير حنون النقاش  واحد منهم عرف اسرار عناصر التكوين الأربعة ، وثابر من اجل صناعة الحياة وصنع الجمال  عبر تجربته الطويلة في التعامل معه”.

وتابع :”أستعيد هنا البعض مما كتبته عن معرضه الخامس الذي اُقيم على قاعة حوار ببغداد منذ عام مضى ،/لنبدأ بسؤال بديهي ، وهو هل ثمة رابط في هذا الكون ، يمتلك القوة التي لا يمكن فصمها سوى ارتباط الانسان بالأرض ؟ والجواب سيكون لا بالتأكيد ، وذلك غير مرتبط بقوانين الجاذبية اطلاقا ، بل هو ارتباط أمومي يبدأ منذ خطواتنا الاولى على تلك الدروب التي تعثرنا عليها وبها  ، وحملت آثار خطواتنا وارتبطنا بها الى الابد ، روائح طينها التي ترسخت بأرواحنا ، حينما تسقط أولى حبات المطر عليها ايام طفولتنا ، فكيف لهذا الارتباط ان ينفصم بفعل ما ؟ “.

 وأوضح :”قد تمكن الفنان من السير بخطوات واسعة إبداعيا في مجال عمله المستمر على المشروع ، وذلك عبر اتساع منجزه الفني الجمالي والذي توجه باكتشاف ( طريقة خاصة في عملية التعامل مع الطين في المرحلة الثانية من اعماله الخزفية ، اضافة لما اكتشفه في العام ١٩٨٧ عبر قيامه بترسيخ الطينة العراقية لعمل بطانة فرن تعمل بالذبذبة ،  وهما اللتان سنتوقف عندهما في حوار لاحق معه  وهما اكتشافان  حصريان  يمكننا أن نعدهما فتحا للعديد ممن يزاولون العمل على الخزف عراقيا على الاقل ) “.

وبين :أن”الاعمال التي اكد فيها امكانياته التنفيذية على صعيدي الشكل واللون والتي امتلكت أسرارها الجمالية بالغة الدهشة ، وقد ابتدع فيها ما يؤكد قدراته في التنويع الشكلي باستثناء عدد محدود في الاعمال تماهت مع أعمال معرضه السابق في استخدام الحرف العربي في بنية العمل الفني مع الاختلاف الشكلي الواضح”.

واشار الى أن “الفنان يمارس عملية المواءمة بين المشخصات التي يبثها لتبدو كأنها تنصهر مكونة كلا واحدا  أو تتنافر حد التقاطع وذلك في ثنائية المرأة والرجل ، اما في الاعمال التجريدية فإنه لا يعمد إلى عملية التقاطع بل هو يحاول ان يدمج المكونات في كل واحد ، لتشع جميع الاعمال بعاطفة يمكن الامساك بها من خلال المعالجات اللونية التي يعمد اليها ، ويمكننا الامساك بالروح الحركية التي تتميز فيها تلك الاعمال مجتمعة ، وهي تعكس روحيته القلقة وانفعالاته المتضاربة التي تنتابه اثناء عملية الخلق الفني ، مع انها تبدو وكأنها هادئة مستكينة ، وهو يحاول إخفاء ذلك من خلال اللون الذي يأتي محتدما في بعض الأعمال ، غير انه وفي الاعمال التي استخدم فيها لفظ الجلالة يعمد إلى تحويل المهمل الى حواضر اللفظ وهو ينزع باتجاه روحانية تأملية خالصة حاول فيها عملية الدمج للمادة مع قدرات لونية تفضي الى تحقيق تلك الروحانيات”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى