خرائط العاصمة الإدارية تشق طريقها نحو التنفيذ لإنهاء التضخم السكاني
بعد أعوام من الترقب
المراقب العراقي/ القسم الاقتصادي..
على مدى أعوام ورغم الضغط السكاني في بغداد، ظلت خرائط العاصمة الإدارية، معلقة بسبب الإهمال وعدم الجدية للذهاب نحو التنفيذ، لكن التصريحات الأخيرة للقائمين على الملف، أعادت الأمر لإنهاء عقدة الاختناق المروري الذي رمى بظلاله على الشوارع، وخلّف الزحامات وخنق رئة المناطق، نتيجة الزحف من المحافظات الذي أوصل التعداد الى أكثر من عشرة ملايين نسمة.
وفي وقت سابق من يوم أمس الأربعاء، أكد رئيس هيأة المدن الجديدة في وزارة الإعمار والإسكان حامد عبد حمد، عن تقدم 4 شركات مصرية بطلبات، لبناء العاصمة الإدارية الجديدة في النهروان ببغداد، على مساحات 50 دونماً كموقع لكل وزارة.
ويقول مصدر حكومي، ان “النية في بناء العاصمة الإدارية أصبح واقع حال، بعد زيادة عدد السكان والضغط الذي تسببه الوزارات”.
ويضيف المصدر لـ”المراقب العراقي”، ان “الفكرة تم طرحها قبل عامين، وكان من المفترض ان تقام المدينة الجديدة أو كما تسمّى بـ”العاصمة الإدارية” ضمن محيط مطار بغداد الدولي، إلا ان ذهاب تلك الأراضي نحو الاستثمار، عقّد من مهمة إقامتها في هذا المكان، فتحوّلت الخرائط الى جنوب شرق بغداد بالقرب من منطقة النهروان”.
ويضيف المصدر، ان “الشروع بتنفيذ العاصمة الإدارية الجديدة سيحرك تلك المناطق اقتصادياً، ويدفع بآلاف المواطنين وخصوصا الموظفين اليها، ما يقلل من الضغط على قلب العاصمة التي تشهد تصاعداً في أعداد السكان”.
ويعتقد مراقبون، ان “خطوة إقامة العاصمة الادارية ستحمل معها العديد من المعالجات، في صدارتها توفير فرص العمل، وحصر التعاملات الحكومية في الوزارات بمنطقة واحدة، فيما دعوا الى ضرورة إقامة مشاريع صناعية وزراعية بالقرب منها، لتستوعب الشباب العاطلين عن العمل”.
ويرى خبراء، ان “العاصمة الإدارية الجديدة بحاجة أيضا الى إقامة الاستمرار بمشاريع السكن وطرح نماذج من الوحدات السكنية واطئة الكلفة وإقامة الحدائق والمتنزهات والأسواق كونها فكرة ترتكز على توطين آلاف المواطنين وخصوصا الموظفين في تلك الرقعة الجغرافية التي يراد لها ان تكتمل بأسرع وقت ممكن”.
ويؤكد المختص في الشأن الاقتصادي علي كريم اذهيب، ان “العاصمة الإدارية يجب ان تحقق مجموعة من العوامل لنجاحها، لافتا الى ان من المؤمل ان تضم أكثر من ثلاثة ملايين نسمة”.
ويضيف اذهيب في تصريح لـ”المراقب العراقي”، ان “من بين الإيجابيات التي ستحققها العاصمة الإدارية إقامة مراكز تجارية ومعامل وورش صناعية وهي ستكون جاذبة للأيدي العاملة وتقلل من البطالة، لافتا الى انها ستكون محطة لسحب القادمين من المحافظات لإكمال معاملاتهم والذي سيقلل الضغط على الشوارع”.
ومضى يقول، انها “ستوفر محطة كهرباء مركزية منظمة، مما سيقلل من الأحمال على المنظومة الكهربائية، فيما أشار الى ان عملية اتمامها ستحل أزمة حقيقية تعيشها بغداد”.
وتعيش بغداد، حالة من الضغط الذي يصل بها الى حد الانفجار، إذ تكتظ الشوارع مع بدايات الصباح وأوقات انتهاء الدوام الرسمي، فضلا عن المناطق التجارية التي تستمر الزحامات فيها طيلة ساعات اليوم، ما يدفع باتجاه إيجاد الحلول الجذرية لإنهاء هذه الأزمة التي صارت تؤرق البغداديين.