ايتل عدنان.. شاعرة روحها فلسطينية
وجدت الشاعرة ايتل عدنان نفسها، من الأوائل في التعدّد اللغوي والروحي، فلغة الأمّ لديها اليونانية ولغة الأب العربية والتركية، ولغة التعليم فرنسية، لذا ذهبت إلى الإنكليزية لتتحرّر من هيمنة هذه اللغات، ومن العادات اللغوية المكتسبة في الطفولة والشباب، ذهبت إلى الإنكليزية وكتبت بها أهمّ إبداعاتها الشعرية/ الفلسفية.
يقع نصّ ايتل عدنان في قلب إشكالية الكتابة الحديثة، كلُّ هذا منحها تغايراً جذرياً مع شعراء جيلها العرب… اشتركت معهم في اللحظة التأريخية وتغايرت معهم في قراءة هذه اللحظة، وفي الأبجدية الشعرية… كانت لحظتها هي فلسطين. كانت ايتل متجذّرة في لحظتها التأريخية، في الزمن العربي، وكانت فلسطين جرحها الأبدي الذي حضر في قصيدتها الملحمية “يبوس”، وفي كتابها النبوئي “قيامة عربية” وقصيدتها المطوّلة “جنين”. كانت قبل أربعين سنة كما لو أنّها تصف المحرقة المهولة التي يعيشها الفلسطيني والعربي اليوم.
كتبت في قصيدة “يبوس”:
“فلسطين أيّتها الغريقة
يجب أن تُصغي إلى أنين وديانك في الليل
حيث للموتى دموعٌ أيضاً
ستشربين جرعة كبيرة من الدماء”.
وعن الصهاينة الذين تسمّيهم مزوّري التأريخ تكتب:
“غزانا مزوّرو التأريخ ولصوص السراديب الأرضية
ولدينا فاسدون أحياء متربّعون في مجالسنا
أكثر أذى من أفاعي البحر
التي التفّ بها السندباد”.
وتكتب في قصيدتها “قطار إكسبرس بيروت الجحيم”:
“الحكّام خادعون: حبال سرّتهم أسلاك هاتفية تربطهم
بواشنطن وبفلاديفوستوك…”.
ثلاثة دواوين عن فلسطين هي “يبوس” و”قيامة عربية” و”جنين”؛ صدرت ترجمتها الفرنسية آخر 2023 ضمن المجلّد الأوّل من أعمالها الشعرية. وكتب إيف ميشو، مترجم ومحرّر الكتاب لدى “غاليمار”: “ايتل من أكبر شعراء العالم آخر القرن العشرين وأوّل القرن الواحد والعشرين”. واليوم غابت ايتل بعد أن أيقظت كلماتُها فلسطين في ضمير العالم.