مطالبات بإبعاد المعامل والورش المسببة للتلوث عن المناطق السكنية
المراقب العراقي/ يونس جلوب العراف…
طالب عدد من أهالي العاصمة بإبعاد المعامل والورش عن المناطق السكنية بسبب التلوث الذي يسببه وجود هذه المعامل، مشددين على ضرورة تنفيذ هذه المطالبة على اعتبار أن العاصمة بغداد منطقة مختنقة من ناحية السكن.
الى ذلك قال المواطن سامر محمد إن “الكثير من اهالي العاصمة يعانون بسبب التلوث الذي تسببه هذه المعامل على المناطق السكنية، ولابد من السعي الى اتخاذ إجراءات حازمة للتخلص من هذه الحالة التي باتت تؤرق الجميع “.
وشدد على ضرورة إيجاد طريقة سريعة للتخلص من التلوث الذي أصبح مرافقا للمناطق السكنية وهنا من واجب الجهات المختصة إبعاد هذه المعامل عن المناطق السكنية من أجل سلامة الجميع فيكفينا ما عانينا من تلوث الأجواء بالأسلحة الكيميائية التي استخدمها الاحتلال الامريكي خلال السنوات الماضية والتي أسفرت عن إصابة الآلاف بالإمراض السرطانية”.
على الصعيد ذاته قال المواطن جمال منصور : إن ” التلوث آفة خطيرة لابد من التعامل معها على أنها عدو يجب محاربته بشتى الأسلحة لذلك بات من الضروري اتخاذ خطوة في هذا المجال على اعتبار أن العاصمة بغداد منطقة مخنوقة من ناحية السكن ويجب إبعاد خطر التلوث عنها”.
واشار الى أن “مدينة الموصل وزعت عددا من قطع الاراضي خارج المناطق السكنية خصصتها لذوي المهن وأصحاب الورش حتى تعالج التلوث وهي حالة تستحق الإشادة والتقدير”.
من جهته قال الطبيب كامل عبد الله : إن” التلوث الناتج عن الغبار والدخان والغازات الضارة وعوادم المركبات يسبب مشكلات صحية للقلب والرئتين، كالالتهابات، وأمراض السرطان، ونوبات الربو، والانسداد الرئوي المزمن، فضلًا عن تأثيراته على الجهاز العصبي وباقي أعضاء الجسم الأخرى لذلك يجب الابتعاد عن هذه المسببات”.
وأشار الى أن” الأشخاص الذين يكونون عرضة لمخاطر تلوث الهواء هم الذين يُعانون الأمراض التنفسية بشكل عام، والأمراض القلبية والأوعية الدموية، والعاملون في المهن التي تُعرّضهم للهواء الملوث باستمرار وبما أن التلوث موجود في العاصمة بشكل كبير فلابد من معالجته، وأول إجراء يجب اتخاذه هو إبعاد جميع المسببات للتلوث كالمعامل والمصانع”.
من جانبه قال الناشط في مجال البيئة خالد رضا : إن ” التلوث الذي شهدته العاصمة بغداد خلال المدة القريبة الماضية يتطلب وضع حلول عاجلة، منها قيام وزارة البيئة بالتنسيق مع الخبراء بدراسة مقترح نقل المصانع والورش غير المطابقة للمواصفات خارج المدن، مع بحث أسباب التلوث وتقليله، ومتابعة المصافي النفطية داخل بغداد وتأثيرها على البيئة، لافتا الى أن” انتشار سحب من الدخان في أجواء المدينة يثير المخاوف بشأن الآثار السلبية لاستمرار التلوث البيئي لكون هذه الأزمة تثير تساؤلات بشأن مدى قدرة الجهات الحكومية على وضع الحلول والمعالجات لمثل هكذا حالات خطيرة “.
الخبير في الهيأة العامة للأنواء الجوية والرصد الزلزالي في العراق صادق عطية، أشار إلى تسجيل “ارتفاع كبير وخطير” في مستويات التلوث بالعراق، وقال في منشور عبر حسابه بفيسبوك، إن “خريطة مستويات التلوث AQI في العراق، ومنها العاصمة بغداد تشير إلى قيم عالية تتجاوز 150-225 مليجرام/متر مكعب”.
وأضاف أن “هذه القيم تتجاوز بحوالي 18-24 مرة عن الحد الصحي المسموح بتواجده في الأجواء حسب منظمة الصحة العالمية WHO، موضحاً أن السبب هو زيادة الأنشطة الضارة للبيئة، أهمها معامل تكرير النفط، والمصانع، وعوادم السيارات، وحرق النفايات التي تنتشر عشوائياً.
وتشير تقارير أممية إلى أن” الغبار في العراق يحتوي على 37 نوعاً من المعادن الخطيرة على الصحة العامة، و 147 نوعاً مختلفاً من البكتيريا والفطريات التي تساعد على انتشار الأمراض”.