اراء

سوريا في مواجهة العدو.. هل وصل الحوثيون الى جبل الشيخ؟

بقلم: الدكتور محسن القزويني..
كشف وزير الدفاع الاسرائيلي يسرائيل كاتس عن احتمال قيام الحوثيين باقتحام هضبة الجولان عبر الاراضي السورية، وتزامنا مع هذه التصريحات قامت القوات الاسرائيلية بدخول بلدة بيت جن الواقعة جنوب غرب دمشق على سفح جبل الشيخ بهدف اعتقال ثلاثة من ابناء القرية، وقد تصدى لها الاهالي الذين اجبروا هذا القوات على التقهقر حاملين معهم ستة جرحى من جنودهم، وانتقاما لهذه الهزيمة استخدمت اسرائيل المسيرات والمدفعية في قصف القرية مخلفة وراءها عدد من الضحايا، والغريب في الامر هو التصريح الذي ادلى به كاتس عن الوجود الحوثي في جنوب سوريا فهل كان هذا التصريح مجرد تبرير لهجمات اسرائيل المتكررة على جنوب سوريا ومطالبة الحكومة السورية بفتح طريق آمن الى محافظة السويداء بحجة ايصال المساعدات الى اهالها؟.. ام ان وجود انصار الله في هذه المنطقة الساخنة حقيقة ثابتة كشفت عنها الاستخبارات الاسرائيلية الامر الذي يؤكد المخاوف الاسرائيلية التي لا زال يلاحقها الشبح الحوثي الذي توقف مع قرار وقف اطلاق النار في غزة ومع ذلك لا زالت اسرائيل غير مقتنعة بان حركة انصار الله توقفت عن اهدافها في مواجهة الاعتداءات اسرائيلة على بلاد العرب والمسلمين ان لم يكن في الجو عبر صواريخها فعبر البر من الحدود السورية او من اي مكان اخر يتاح لها، وهنا لابد من الانتظار لنسمع جواب الحكومة السورية وردها على تصريحات كاتس، هل ستنفي خبر التواجد الحوثي على اراضيها ام انها ستقر بذلك؟ وعلى هذا الجواب سيترتب الموقف السوري من الاعتداءات الاسرائيلية المستمرة على الاراضي السورية فهي لم تكتف باحتلالها للجولان والقرى المتاخمة لها بل لازالت تواصل اعتداءاتها على سوريا والتي كان آخرها اقتحامها لقرية بيت جن السورية، فالحكومة السورية اليوم في امتحان عسير بين ان توقِّع مع العدو الصهيوني اتفاقا للاستسلام او ان تبقى ممانعة رافضة لاية محاولة صهيونية للابتزاز او الضغط على القرار السوري للتنازل امام الاهداف الاسرائيلية التي تؤطرها باطار السلام لكنها تتجاوز السلام الى الاستسلام امام مراميها الاستراتيجية في تحقيق اسرائيل الكبرى .
فاسرائيل تريد الوصول الى شواطئ الفرات لتحقيق امرين:
الاول: الوصول الى المياه العذبة من مياه الفرات.
والامر الثاني: ان يكون لها حدودا مع العراق الذي يعيش في ذاكرة التاريخ الاسرائيلي منذ الاسر البابلي وحتى يومنا هذا، فآخر معارك اسرائيل كما في الكتاب المقدس سيكون على اسوار بابل .
فماذا ستفعل الحكومة السورية ازاء هذه الاطماع الصهيونية؟ هل ستتنازل عن سيادتها وتبقى تتلقى الضربات من العدو المعتدي ام انها ستقف صامدة امام التعنت الاسرائيلي وتبني دولتها وقواها العسكرية لمواجهة اي عدوان اسرائيلي على اراضها؟.. ومن المؤكد انها ستجد انصارا لها من الدول المجاورة لها التي ستقف الى جانبها تدافع عنها، واذا صحت الرواية الاسرائيلية بوجود الحوثيين في الجنوب السوري فالحوثيون هم خير انصار للحق، يقفون الى جانب الشعب السوري كما وقفوا الى جانب الشعب الفلسطيني في غزة واذاقوا العدو الامرين.
ولا شك سيقف السوريون باجمعهم وراء حكومتهم اذا اخذت بخيار الصمود والممانعة بدلا من خيار الاستسلام الذي لا ياتي للشعب السوري سوى خيبات الامل والخذلان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى