صدرت عن دار عدنان للطباعة والنشر، طبعة جديدة من كتاب “بغداديات” للمرحوم عزيز جاسم الحجية، وفيه تصوير للحياة الاجتماعية والعادات البغدادية خلال مائة عام، ويتكون من ثلاثة مجلدات تحتوي على سبعة أجزاء استغرق العمل فيها لمدة ثلاث سنوات من إعادة طبع وتدقيق لغوي ومراجعة النص الأصلي.
إنَّ سلسلة (بغداديات) الموسوعة بأجزائها السبعة تأريخ حافل لبغداد، يهزُّ وجدان البغداديين ومحبِّي مدينتهم، وسيعلم البغداديون وغيرهم لو أنَّهم اطَّلعوا بتأمُّل على تراثهم الشعبي متانة هذا التراث وتنوُّعه وثرائه، وسيدركون ضآلة ما تركه الجديد بعد زوال القديم الذي سموه (الزمن الجميل).
إذ أحْدَثَ صدور الجزء الأول من كتاب (بغداديات)، تأليف الأديب الفولكلوري الأستاذ عزيز جاسم الحجية، هزة من المتعة والإيناس لدى مختلف طبقات الشعب العراقي من أرقى المستويات ثقافةً وتعليمًا إلى أدناه؛ لأنه بمواضيعه الطريفة عن مجتمع بغداد وحياة البغداديين قد طرق جميع القلوب وأبهجها فأعاد للكبار ذكريات ساحرة لديهم، وللجيل الجديد صور من ماضي آبائهم وأمهاتهم وعاداتهم وطرق معيشتهم والأجواء التي كانوا يضطربون فيها وحياتهم الاجتماعية خلال مائة عام.
إذ كان صدور الجزء الأول منه حدثًا أدبيًّا قلَّ أن حظي به كتاب آخر، لذا كَثُرَ الإقبال عليه، ليس في العراق والبلاد العربية فحسب، بل في أكثر الأقطار الأجنبية ومعاهدها الثقافية التي تعني بالتراث الفولكلوري للشعوب، لذلك نفدت في أسابيع قليلة جميع نسخ الكتاب، وهي خير مكافأة نالها الأستاذ عزيز الحجية على ما بذل من صبر وجهد وتتبع ومراجعة وأسفار في سبيل إصدار هذا الجزء من (بغداديات) الذي أحيا به ذكريات كانت راقدة عن بغداد وعن أهالي بغداد خلال مائة عام.
