اخر الأخبارثقافية

“رغوة” عندما يكون المسرح فعل مقاومة

عن دار فكرة كوم للنشر والتوزيع بالجزائر صدر للكاتب والمخرج والفنان التشكيلي اليمني حميد عقبي نص مسرحي جديد بعنوان “رغوة”، في طبعة أنيقة تعيد تأكيد حضور هذا الكاتب الذي لا يتخلى عن المسرح، رغم موته شبه الكامل في اليمن، ورغم تآكل المشهد المسرحي العربي الذي بات يكتفي بدعوة بعض الأسماء اليمنية إلى المهرجانات دون أن يقرأ لهم نصا واحدا أو يشهد لهم عملاً جديدًا.

في هذه الهوة الواسعة بين الضجيج الاحتفالي وانعدام الإنتاج الحقيقي، يواصل عقبي تقديم نصوص مسرحية تبنى بوعي بصري وسينمائي، وتكتب بصدق يمني متجذر في الذاكرة والجرح والبحث عن الخلاص.

امرأة في غرفة مغلقة في “رغوة”، كما يُقدّم النص على الغلاف الخلفي للكتاب، نجد امرأة شابة محاصرة في مكان مغلق أشبه بغرفة غسيل، مكان صغير ضيق محايد، لكنه يتحول تدريجيًا إلى مساحة اعتراف أو غرفة عذاب، ثم بيت ذاكرة تتداخل فيه الطفولة والأنوثة والصدمة.

ليست غرفة الغسيل مجرد ديكور، بل هي استعارة عميقة للغسل الداخلي، للتطهر المستحيل، وللمحاولة المستمرة لفهم الألم بينما تتكرر الحركة ذاتها غسل الملابس، اللعب بالرغوة، عصر الماء كما لو أن الجسد يكتب تجربته بيديه.

بصدور مسرحية “رغوة”، يثبت عقبي أن المسرح يمكن أن يُكتب حتى حين لا يُمثل، ويمكن أن يعيش حتى لو ماتت الخشبة. فالمسرح في النهاية ليس مؤسسة، بل فعل مقاومة كما يقول.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى