اخر الأخبارالنسخة الرقميةتقارير خاصةسلايدر

تصريحات “سافايا” تقفز على الدبلوماسية وتحمل رسائل تهديد مبطنة

واشنطن تواصل انتهاكاتها للسيادة العراقية


المراقب العراقي/ سداد الخفاجي..
تواصل الولايات المتحدة الأمريكية محاولة فرض املاءاتها على العراق، من خلال بقاء قواتها، إضافة الى الدور السلبي والخطير لسفارتها في بغداد والمبعوث الجديد مارك سافايا، الذي تسعى واشنطن من خلالهما الى تطبيق أهداف ترامب في العراق، والعمل على إبعاد القوى الوطنية وضرب مواطن القوة في البلاد، عبر استهداف الحشد الشعبي وقوى المقاومة الإسلامية، حتى أصبح هذا الأمر يزعج العراقيين الذين ينشدون الحكومة المقبلة بتحقيق سيادة البلاد وإنهاء الهيمنة الأمريكية على مفاصل البلاد.
التحركات الأمريكية المريبة في العراق لا تتوقف، حتى أصبحت تتدخل بجميع مفاصل البلاد السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وتحاول فرض وصايتها تارة عبر تثبيت تواجدها العسكري والسيطرة على الأجواء، وتارة أخرى عبر لقاءات واجتماعات سرية يعقدها ممثلو واشنطن بمسؤولين عراقيين، لفرض الاملاءات والخطط المستقبلية في البلاد بشكل يهدد مستقبل العراق على مستويات الأمن والسياسة والاقتصاد، وهو ما يستدعي تحركاً مضاداً لواشنطن، بحسب ما يراه مراقبون.
مارك سافايا مبعوث ترامب الجديد في العراق، يقوم بدور خطير منذ تعيينه بهذا المنصب، ويتصرّف بحرية مطلقة وبتحركات مثيرة للشبهات، إضافة الى تصريحاته الاستفزازية، والتي يحاول ان يعكس فيها ضعف الحكومة العراقية، وسيطرة واشنطن على القرار، الأمر الذي يضع الحكومة المقبلة أمام اختبار صعب لتحقيق السيادة الكاملة وانهاء الانتهاكات التي تمارسها واشنطن، خاصة وأن الحكومة تملك تأييداً شعبياً ووطنياً فيما يتعلق بالانسحاب من أراضي البلاد، لذا فأن هناك مواجهة مرتقبة بين القوى الوطنية وأمريكا خلال المرحلة المقبلة، خاصة في حال إصرار واشنطن على عدم تنفيذ الرغبة العراقية.
يشار الى مبعوث ترامب مارك سافايا صرّح بأنه سيصل إلى العراق خلال الأسبوعين المقبلين، مؤكداً أنه يحمل “رسالة خاصة من ترامب إلى القيادة في العراق وإقليم كردستان”، مبيناً، ان “هناك تغييرات كبيرة قادمة في العراق، ومن الآن فصاعداً، سيرى الجميع أفعالاً بدلاً من الأقوال”، في إشارة إلى استعداد واشنطن لاتخاذ خطوات ملموسة تُجاه الملفات العالقة.
وحول هذا الموضوع، يقول الخبير الأمني هيثم الخزعلي لـ”المراقب العراقي”: إن “واشنطن تمارس عملية ابتزاز ضد العراقيين، لبقاء فرض هيمنتها على البلاد وعدم مطالبتها بالانسحاب”.
وأضاف الخزعلي، ان “ترامب قد يخطط للقيام بامتصاص ما تبقى من أموال لدى العراق، كما يفعل مع جميع الدول التي ترتبط بعلاقات “جيدة” مع الولايات المتحدة الأمريكية”.
وأشار الى ان “المرحلة المقبلة تتطلب الوقوف بوجه المشاريع الأمريكية في البلاد، ورفض املاءات ترامب ومبعوثه، من أجل تحقيق السيادة الكاملة”، منوهاً الى ان “تحقيق هذا الموضوع يتطلب حكومة قوية قادرة على مجابهة واشنطن”.
ويرى سياسيون، أن المرحلة المقبلة تتطلب ان تتشكل حكومة مقاومة إسلامية، من شأنها التصدي للمشاريع والمخططات الأمريكية في العراق، على اعتبار ان ما حصل من خراب هو بسبب الوجود الأمريكي ومحاولة فرض هيمنته، وبالتالي فأن رئاسة الحكومة والبرلمان بحاجة الى شخصيات قوية قادرة على تمرير قوانين تخص السيادة، بعيداً عن ضغوط واشنطن، إضافة الى ضرورة دعم القوات الأمنية بأسلحة متطورة من جهات متعددة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى