اخر الأخبارالاخيرة

شاب يحول زورقاً إلى منصة عالمية للدفاع عن الأهوار

من قلب الهور حيث يلتقي هدير القصب بأنفاس الماء، خرج شاب جنوبي يحمل شغف المكان في قلبه قبل عدسته، هناك، بين زوارق الخشب ورائحة القصب، بدأت حكاية علي الأهواري، حكاية تشبه الأهوار نفسها صبورة، صادقة، وولادة للأمل مهما اشتد الجفاف.

لم تكن رحلة علي عوض، المعروف باسم علي الأهواري، رحلة سهلة، فقد أجبرته الظروف على ترك الدراسة مبكرا، لكنه اختار أن يصنع لنفسه طريقا آخر لا يصنعه التعليم وحده، بل تصنعه الإرادة.

 منذ عام 2008 بدأ شابا صغيرا في الجبايش يعمل كمرشد محلي يقود الصحفيين والباحثين داخل الأهوار، ليكتشف أن روحه ترتبط بالمكان أكثر مما كان يتوقع، وأن رسالته الحقيقية هي أن يكون صوت الأهوار وأهلها.

ومع مرور الوقت، نمت خبرته في السياحة البيئية والتوثيق، حتى أسس مرسى الأهواري، لكنه وجد نفسه في مواجهة تحديات كبيرة، أبرزها ضعف استجابة الجهات الحكومية وتعقيد الإجراءات، ومع ذلك لم يتراجع، فكان يخرج يوميا بزورقه الصغير، في عز الصيف وبرودة الشتاء، ليوثق آثار الجفاف ومعاناة السكان ويروي للعالم حكايات الناس الذين يعيشون على الماء وينتظرون قطرة أمل.

تحولت قصصه اليومية إلى منصة مؤثرة، وجد الناس أنفسهم في محتواه لأنه نقل حياتهم كما يعيشونها بلا تزييف، ومع انتشار مقاطعه وصوره، توسع تأثيره ليتجاوز حدود الجنوب، وفتح له أبواب مؤتمرات دولية في دبي ولبنان وإيران وعمان وأذربيجان وتركيا والسعودية، حيث حمل هم الأهوار وقضية بيئتها أمام العالم.

هدف علي واضح: الدفاع عن ثقافة الأهوار وبيئتها، وحماية حقوق أهلها في الماء والحياة الكريمة، وتحويل منطقته إلى وجهة سياحية عالمية تستحقها، لا مجرد منطقة تكابد الجفاف والإهمال.

ويقول علي : إن الفيسبوك كان نافذته الأولى والأكبر للوصول إلى الجمهور الجنوبي، فيما قدم له تيك توك وإنستغرام مساحة واسعة لعرض محتواه القصير، الذي أظهر جمال الأهوار للعالم بعمق غير مسبوق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى