اخر الأخباراوراق المراقب

الصدّيقة الشهيدة

قال الإمام موسى الكاظم عليه السلام: «إنّ فاطمة عليها السلام صدّيقة شهيدة»، وللسيدة الزهراء سلام الله عليها مقامات عديدة، وفي هذه الرواية إشارة إلى مقامين هما:
مقام الصدّيقية
وهو مقام رفيع جدًا يأتي بعد مقام النبوة بدليل الآية المباركة: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقًا﴾، وهو صيغة مبالغة من الصدق، فالصدّيق يرى الحقائق رؤية شهودية، وهو مقام يستبطن العصمة، والصدّيقية لها مقام أعلى من مقام الشهادة بلحاظ نفس الآية، كما أنّ السيدة الزهراء سلام الله عليها مقام صدّيقيتها أعلى من مقام السيدة مريم بنت عمران التي وصفها القرآن بأنها صدّيقة: ﴿مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ﴾)؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «هذه والله مريم الكبرى».
مقام الشهادة
حيث عبّر الإمام الكاظم عليه السلام بأن جدته الزهراء سلام الله عليها شهيدة، والشهادة هنا ليست بمعنى القتل في سبيل الله بدليل الآية المباركة: ﴿وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا﴾، وقد أشار العلامة الطباطبائي في خصوص معنى الشهادة في القرآن أنه لا يعني القتل في سبيل الله، إنما هي الشهادة على الأعمال، فسلام الله على المغصوب حقها والمكسور ضلعها والمظلوم بعلها، صدّيقة الأمة وشهيدتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى