“السايد الواحد”.. فك يبتلع أرواح الضحايا في “سبع البور”

حكومة بغداد المحلية تقف عاجزة
المراقب العراقي/ خاص..
ركام متناثر وجثث مقطعة، وجرحى مطروحون على قارعة الطريق، هكذا بدا المشهد الدامي، بعد أن قامت شاحنة كبيرة بدهس سيارة صالون وأخرى لنقل الركاب، حيث أنهى هذا الحادث المُروِّع، حياة ثلاثة أشخاص فيما خلف أكثر من عشرة مصابين آخرين بعضهم حالتهم خطرة، هذا ما وقع في ليلة أمس الأول على الطريق الرابط بين شارع التاجي ومدينة سبع البور شمال العاصمة بغداد.
لم يكن هذا الحادث هو الأول من نوعه بل جاء في سلسلة حوادث متكررة، استمرت لسنوات عدة، تتكرر في بعض الأحيان لأكثر من مرة في الأسبوع الواحد على هذا الطريق الذي أطلق عليه سكان الناحية “طريق الموت”، لأنه لا ينفك عن حصد أرواح أبناء المدينة، بـ”منجلهِ الدامي”.
وأعلن أهالي الناحية على خلفية الحادث الحدادَ على أرواح الضحايا، في رسالة مواساة لذويهم، وأخرى للجهات المعنية التي ما زالت تكتفي بمشاهدة تكرار هذه الحوادث دون أن تحرّك ساكنًا أو تضع حلولاً لهذه المأساة، مع أنها لا تتطلب سوى توسعته لحقن دماء الأبرياء.
وطالب أهالي “سبع البور” الجهات المعنية بتوسعة الشارع الذي لا يتجاوز طوله سوى “7” كيلومترات، ولا يكلف خزينة الدولة الانفجارية سوى مبالغ زهيدة لا تُقاس أمام الأرواح التي تُهدر يوميًا عليه.
محافظة بغداد لم تصدر أي رد فعل حول الموضوع، بل التزمت الصمت كعادتها، فيما اكتفى بعض أعضاء مجلس المحافظة بإطلاق وعودٍ فارغة قبل الانتخابات بتوسعة الطريق، لكنها سرعان ما تبخرت بعد انتهاء الانتخابات البرلمانية، لتذروها رياح النسيان.
وتشهد مناطق أطراف العاصمة بغداد إهمالاً مقصوداً من قبل الحكومات المحلية والمركزية، على الرغم من أنها بُنيت في ثمانينيات القرن الماضي، إلا أنها لا تحظى بأبسط الحقوق المتعلقة بالإعمار والبنى التحتية، إذ بقيت تلك المناطق مهملة كونها تقع خارج حدود أمانة العاصمة، وتتصدق عليها الحكومة المحلية في بغداد ببعض الأموال بين مدة وأخرى لإجراء مشاريع تذهب غالبيتها الى جيوب سراق المال العام والمتنفذين الذين يهيمنون عليها من دون أن تطالهم يد الرقابة.
وتعرضت تلك المناطق خلال حقبة سيطرة الإرهاب للعديد من الهجمات، وقدم أبناؤها أرواحهم قرابين لتحرير المدن، خلال المواجهات مع عصابات داعش الإجرامية، حيث طالت “سبع البور” وسكانها العديد من الضربات بصواريخ الهاون والكاتيوشا إبَّانَ سيطرة العصابات الإرهابية على أطراف بغداد، لكنها لم تُدرج ضمن المدن المتضررة من الإرهاب، وبقيت رهينة الإهمال الحكومي.
وبالعودة الى حوادث السير التي لم تغادر شارعها المحاذي لذراع دجلة، فان إحصائية دقيقة عن عددها غير متوفرة، لكن وبحسب الاهالي أنها بالعشرات، وسببها هو مرور سيارات الحمل خلال هذا الطريق الضيق وعند الاجتياز تحدث الكارثة، سيما في ساعات الليل بسبب الظلام الذي يخيم على هذا الطريق الرسمي الوحيد الرابط بين ناحية سبع البور وبغداد.
وفي إجراء أخير يعتزم أهالي الناحية الى الخروج بتظاهرات تطالب الحكومة المحلية في بغداد، بضرورة المباشرة بتوسعة الشارع، وفصل طريق “الذهاب عن الإياب” لمنع تكرار الحوادث.
وكانت مديرية مرور الكرخ قد دعت أصحاب المركبات الذين يقودون في الشوارع التي تكون مخصصة لمسارين (مسار ذهاب ومسار إياب) الى الهدوء وعدم الاجتياز والمخاطرة بحياتهم وحياة الآخرين، جاء ذلك تعقيباً على حادث السير في سبع البور.



