“التحالف السُني”.. تكتل سياسي تجمعه المصالح وتفرقه رياح المكاسب

هش ولن يصمد طويلاً
المراقب العراقي/ سيف مجيد..
في خطوة غير مسبوقة على مستوى البيت السُني، أعلنت مجموعة من قيادات المكون وزعاماته، تشكيل تكتل سياسي على غرار الإطار التنسيقي الشيعي الذي نجح إلى حد بعيد في إدارة العملية السياسية العراقية، وتجنيبها أي صراعات خلال الفترة السابقة التي شهدت تطورات خطيرة على مستوى منطقة الشرق الأوسط في ظل التمدد الصهيوني، ومحاولة إرباك الوضع العام في العراق ودول محور المقاومة.
وتشهد الساحة السياسية العراقية، حراكاً كبيراً خاصة بعد إعلان نتائج الانتخابات، من أجل الوصول إلى تفاهمات لغرض المضي في تشكيل الحكومة التي بالعادة تُبنى على أساس التوافق ما بين المكونات الرئيسة “الشيعي والسُني والكردي”، والتي تنبثق منها الكتلة الأكبر أو التحالف الذي سيقود الفترة المقبلة من عمر الحكومة الجديدة والتي تمتد إلى أربع سنوات.
التكتل السُني وبحسب ما يرى مراقبون، أنه سيصطدم بعدد من المعرقلات خاصة وأن بعض أطرافه الرئيسة هم على خلاف متجذر سيما محمد الحلبوسي وخميس الخنجر اللذين يسعيان إلى تصدير أنفسهما لزعامة البيت السياسي السُني، لكنهما فشلا وبشكل كبير حتى في تحقيق متطلبات جمهورهم، وبالإضافة إلى صراع الزعامة فقد يشهد هذا التكتل، صراعاً داخلياً لزعامته، يتعلق بالمناصب التي هي من حصة السُنة وفقاً لنظام المحاصصة الذي بُني عليه النظام السياسي في العراق بعد الاحتلال الأمريكي عام 2003، وبالخصوص منصب رئاسة البرلمان، ومن سيحصل عليه من هذه الكتل صاحبة المقاعد الأكثر عدداً.
مختصون بالشأن السياسي توقعوا، أن هذا التكتل لن يصمد طويلا وسرعان ما يتم الحديث عن المكاسب السياسية والوزارية في الحكومة المقبلة، حيث أن جمع الحلبوسي والخنجر ومثنى السامرائي لن يدوم طويلاً، كون كل هذه الشخصيات تريد ان تطرح نفسها على زعامة السُنة، وهو ما سيشكل العائق الأكبر في وجه هذا التحالف، وأن هذه التجربة نجحت في البيت الشيعي، كون غالبية أطرافه مرجعية سياسية واضحة، ولم تتحدث يوماً عن الزعامة، وإنما تتخذ غالبية القرارات المصيرية عبر التشاور والتفاوض.
وحول هذا الأمر، يقول المحلل السياسي سعيد البدري في حديث لـ”المراقب العراقي”، إن “الجبهة السُنية التي جرى التوافق عليها هي عبارة عن خطوة لتوحيد جهود هذه القوى، من أجل إنتاج ورقة مطالب ورفع سقفها فيما يرتبط بتمرير الحكومة”، لافتا إلى أن “هذا تحالف هش وفيه تناقضات كبيرة تحتاج ان تحسم”.
وأضاف البدري، أن “هناك تنافساً شرساً وصل إلى مرحلة التصفية وكسر العظم بين أطراف هذا التحالف، ولهذا هو اتفاق مرحلي مصلحي ولن يدوم في ظل الخلافات العميقة بين قادة هذا التحالف”.
وأشار البدري إلى أن “قبيل كل تشكيل حكومة هناك مطالب تطرح على المكون الأكبر، من أجل مساومته ومحاولة تعطيل تشكيل الحكومة من خلال إعداد أوراق تفاوضية تحمل سقوفاً عالية جداً والتي يعدّها الآخرون فرصة لتمريرها”.
يشار إلى أن الكتل السياسية السُنية حصلت على أكثر من 80 مقعداً نيابياً في الانتخابات الأخيرة التي شهدها العراق قبل نحو أسبوعين، وشارك فيها 56 بالمئة من المشمولين بعملية الاقتراع.



