Viking.. منظومة دفاع جوي روسية قادرة على كشف أهدافها بدقة

في ظل استمرار حربها مع أوكرانيا المدعومة من الغرب، تستمر روسيا في انتاج أسلحة ثقيلة ومتوسطة، لردع الهجوم الغربي، إذ نجحت موسكو في صد أغلب الهجمات القوية من خلال امتلاكها منظومات دفاع جوي متطورة قادرة على رصد جميع المسيرات والشبحيات والصواريخ بعيدة المدى.
وقدمت روسيا، عبر شركة ألماز-أنتي للدفاع الجوي والفضائي التابعة لمجموعة روستيك، وشركة روس أوبورون إكسبورت، منظومة الدفاع الجوي متوسطة المدى المطورة “فايكينغ”.
وتُعدّ Viking النسخة التصديرية من منظومة الدفاع الجوي الروسية الشهيرة Buk-M3. وقد تم تصميم هذه المنظومة لحماية القوات البرية والمنشآت الحيوية من الهجمات الجوية الحديثة والمستقبلية، حتى في ظل الظروف التي تشهد تشويشًا إلكترونيًا شديدًا.
وتقدّم “فايكينغ” تحسينات كبيرة مقارنة بالإصدارات السابقة، ما يجعلها أحد الأصول العسكرية القيمة. فقد تم زيادة مدى صواريخها بنسبة تصل تقريبًا إلى 1.5 مرة ليصل إلى 65 كيلومترًا، مع قدرة على اعتراض الأهداف الجوية على ارتفاع يصل إلى 25 كيلومترًا. ويُقال، إن صاروخ 9M317M المستخدم في المنظومة قادر على تدمير أهداف تتحرك بسرعات تصل إلى 8.8 ماخ (نحو 3 كم/ث).
ويمكن للمنظومة استهداف الطائرات والذخائر الموجهة بدقة والطائرات المسيرة بدقة عالية، ويتميز الصاروخ بامتلاكه نظام توجيه بالرادار النشط في المرحلة النهائية من الطيران، ما يُعرف بقدرة أطلق وانسَ.
كما زاد عدد الأهداف التي يمكن مهاجمتها في وقت واحد بواسطة منصة إطلاق واحدة إلى ستة أهداف، أي بنسبة 1.5 مرة مقارنة بالإصدارات السابقة. وتم تجهيز النظام بجهاز تتبع أهداف طويل المدى حراري/بالأشعة تحت الحمراء، مع تطوير الإلكترونيات، كما ارتفع عدد الصواريخ الجاهزة للإطلاق التي تحملها وحدتا القتال من 8 إلى 18 صاروخًا.
وتتكون منظومة فايكينغ من مكونات متكاملة ووحدات معيارية تؤدي وظائف البحث، والتتبع، والقيادة والسيطرة، والإطلاق. وأوضحت الشركة في مقابلة صحفية حديثة، أن الوحدة القتالية الكاملة للمنظومة، بما في ذلك منظومة الدفاع الجوي الروسية، تُنظم ضمن وحدة كتيبة (وتسميها دول أخرى بطارية).
وتتألف بطارية فايكينغ من ثلاثة مكونات رئيسة متكاملة، لكنها تتمتع أحيانًا بالعمل بشكل مستقل.
المكون الأول هو مركبة القيادة والسيطرة، التي تعمل بمثابة “دماغ” البطارية. تستخدم مركبة القيادة لتلقي البيانات من الرادارات طويلة المدى التابعة للكتيبات أو الوحدات الأكبر، وكذلك من رادارات اكتساب الهدف الخاصة بالبطارية. وتقوم المركبة أيضًا بمعالجة البيانات، وتحديد الأهداف، وترتيب الأولويات، وتخصيص الأهداف لوحدات الإطلاق، وإصدار أوامر إطلاق النار.
المكون الثاني هو رادار اكتساب الأهداف أو رادار المراقبة، الذي يقوم بمسح القطاع الجوي أو المسح البانورامي الكامل (360 درجة) لاكتشاف وتعقب وتحديد جميع أنواع الأهداف الجوية ضمن نطاق المنظومة. تتمتع رادارات المراقبة بمدى اكتشاف أطول من الرادارات الموجودة على منصات الإطلاق لتوفير وقت كافٍ للاستجابة.
المكون الثالث هو مركبة القتال (وحدة الإطلاق)، التي تحمل الصواريخ وتطلقها. توفر الشركة نوعين من مركبات القتال: ناقلة الصواريخ المزودة بالرادار TELAR أو 9A317M، وناقلة الصواريخ TEL أو 9A316M.
وتعد TELAR الوحدة القتالية الرئيسة القادرة على العمل بشكل مستقل، مجهزة برادار خاص بها، وتحمل ما يصل إلى ستة صواريخ 9M317M جاهزة للإطلاق في حاويات. كما تحتوي على رادار التحكم بالنيران مدمج في مقدمة البرج، والذي يركز على تتبع الأهداف وتوجيه الصواريخ خلال المرحلة الأولية من الطيران، ويمكنه توفير الإضاءة إذا لزم الأمر أو تحديث بيانات الهدف.
أما TEL فهي وحدة دعم للإطلاق، تزيد عدد الصواريخ الجاهزة للإطلاق، وتحمل 12 صاروخًا جاهزًا في حاويتين كل منهما ستة صواريخ، لكنها لا تحتوي على رادار تحكم بالنيران خاص بها، بل تتلقى بيانات الأهداف من TELAR أو مركبة القيادة لإطلاق النار.
يمكن تعديل عدد وحدات TELAR وTEL وفق احتياجات المستخدم، وعند استخدام أربعة TELAR ووحدتين TEL يمكن لبطارية فايكينغ واحدة إطلاق 48 صاروخًا.



