اخر الأخبارطب وعلوم

الجمهورية الإسلامية تواصل تعزيز قدراتها الصاروخية

التقارب مع الصين يقلق واشنطن

تواصل الجمهورية الإسلامية تعزيز قدراتها الصاروخية عبر التعاون مع الصين، استعداداً لأي عدوان محتمل قد يشنه الكيان الصهيوني وأمريكا.

التوجه الإيراني نحو روسيا والصين، إضافة الى الاعتماد على خبرتها، أصبح واضحًا، إذ تفيد معلومات بإتمام صفقة بين إيران والصين. وبموجب هذه الصفقة، قامت بكين بإرسال كميات كبيرة من المواد الكيميائية المرتبطة بالصواريخ الباليستية، ووصلت هذه الشحنات بالفعل إلى إيران منذ نهاية شهر ايلول الماضي.

المادة الأساسية التي تم شحنها هي “بيروكلورات الصوديوم”، وهي مؤكسد قوي يُستخدم بشكل رئيسٍ في صناعة الوقود الصلب للصواريخ الباليستية الإيرانية. ويشكل هذا المركب جزءًا رئيسًا من خليط تزويد الأكسجين للصاروخ، ما يضمن عملية الاحتراق والدفع الفعّال للصواريخ. وقد وصلت هذه الكميات إلى ميناء بندر عباس، وتكفي لتزويد الوقود الصلب لنحو 500 صاروخ، مع العلم أن الصواريخ الفردية الإيرانية الأكثر نجاحًا في ضرب أهداف داخل إسرائيل تعمل أيضًا بالوقود الصلب.

يُشير هذا التحرك الإيراني إلى استعداد واضح لضرب العمق الصهيوني في حال نفذت إسرائيل أي هجوم جديد ضد طهران. ويُشكل وصول هذه المواد الكيميائية إلى مضيق هرمز، تحديًا استراتيجيًا للكيان الغاصب، إذ أن استهداف الشحنات يتطلب رحلة طويلة عبر العراق أو مسار أسرع عبر دول الخليج العربي، مما قد يثير حساسيات سياسية ودبلوماسية، كما أن أية ضربة محتملة قد تُستغل من قبل إيران لإغلاق مضيق هرمز، ما سيؤثر على الاقتصاد العالمي وارتفاع أسعار النفط.

وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع تصعيد النشاط النووي الإيراني، حيث رصدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية حركية متجددة في المواقع النووية، وأشارت تقارير مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إلى توسع سري في منشأة نطنز. كما صرح مدير الوكالة، أن إيران تمتلك ما يكفي من اليورانيوم لبناء عشر أسلحة نووية إذا اختارت تخصيبه بشكل موسع.

على صعيد المراقبة العسكرية، تتزامن وصول الشحنات مع مناورات إيرانية واسعة تشمل تحليق الطائرات المسيرة وإطلاق الصواريخ في مناطق مختلفة من البلاد، وتستهدف هذه المناورات، تعزيز قدرات إيران على إطلاق الصواريخ من العمق، ما يمنحها مزيدًا من الوقت للاستجابة لأي تهديد صهيوني.

وفي سياق العلاقة مع الصين، يبدو أن الأخيرة راضية عن صفقة المواد الكيميائية، خاصة مع انخفاض أسعار النفط الإيراني، ما سمح لها بالشراء بأسعار منخفضة، وهذا التوجه الإيراني اثار قلق واشنطن التي تسعى الى افشال أي تقارب إيراني مع الصين أو روسيا، لأنها تعلم بقدرات الجمهورية الإسلامية بشأن تطوير صناعاتها الحربية.

من جانب آخر، يدخل مشروع النقل الجوي العسكري الإيراني، مراحله النهائية من الاختبارات الخاصة بشهادة صلاحية الطيران، اذ تقترب إيران من استكمال التجارب النهائية لطائرة النقل العسكري “سيمرغ”، ذات المحركات التوربينية المروحية. وقد سجلت الطائرة حتى الآن نحو 100 ساعة طيران ضمن برنامج اختباراتها المخصص لنيل شهادة الصلاحية الجوية.

وتهدف هذه الاختبارات إلى تلبية المعايير التي حددتها منظمة الطيران المدني الإيرانية، وبمجرد حصولها على الاعتماد الرسمي، ستدخل طائرة “سيمرغ” الخدمة في مهام عسكرية وإنسانية على حد سواء.

ورغم تقديمها محليًا بوصفها منتجًا وطنيًا بالكامل، فإن “سيمرغ” في أصلها مستمدة من النسخة الإيرانية المرخصة IrAn-140، وتتولى شركة صناعات الطائرات الإيرانية (HESA) في أصفهان حاليًا تحويل هذه النماذج المدنية إلى نسخ نقل عسكري مزودة بمنحدر خلفي لتحميل البضائع الثقيلة. وقد كانت المكونات الأساسية، مثل الهيكل والجناحين، تُنتج في أوكرانيا، فيما يجري التجميع النهائي والتعديلات التقنية داخل منشآت HESA على يد مهندسين إيرانيين.

ويشرف على المشروع مركز التصميم التابع لمؤسسة صناعات الطيران الإيرانية (IAMI)، الذي يهدف إلى استبدال أسطول طائرات Fokker-27 القديمة التابعة لسلاح الجو الإيراني. وقد كُشف عن “سيمرغ” لأول مرة في 2022، باستخدام قطع اوكرانية جرى توريدها قبل فرض العقوبات وتعليق التعاون بين طهران وكييف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى