حركة حقوق.. صوت الحق والضمير في زمن القهر السياسي

بقلم/ د. ياس خصير..
في زمن أصبحت فيه السياسات، تتلاعب بالأقدار وتزداد فيه الوعود الكاذبة، تظهر حركة “حقوق” كمنارة أمل، ليس فقط لتمثيل حقوق الناس، ولكن كحركة جماهيرية ترفع شعار الوفاء والانتماء. هذه الحركة، التي نشأت في قلب معاناة الناس، ليس مجرد شعار يرفع في مناسبات سياسية، بل هي ميثاق فداء يكتب بعرق رجال ضميرهم حي، وأيديهم مرفوعة دفاعًا عن الأرض والعرض.
الحقوق التي تطالب بها حركة “حقوق” ليست مجرد مطالب فردية أو أجندات شخصية، بل هي رسالة شاملة للمجتمع وللساسة الذين تعودوا على التلاعب بمصير الشعوب. فهذه الحقوق تتحدث عن الحق في العيش بكرامة، الحق في العمل والتعليم، الحق في الحماية من الفقر والجوع، والحق في مشاركة الناس بقرارات تؤثر في حياتهم.
وفي قلب هذه الحركة، نجد الوجوه السمراء التي صمدت أمام رياح الظلم، رجال رفعوا السلاح في وجه المستبدين، وها هم اليوم يرفعون صوتهم مرة أخرى ليس للمطالبة بمزيد من المكاسب، بل من أجل حقوق تضمن لهم حياة عادلة، إنها حركة تكريم لأولئك الذين دفعوا حياتهم، ثمناً لأرضهم، لمجتمع طالما سعى للعيش في هدوء واستقرار، ولأجيال قادمة تستحق العيش بحرية وكرامة.
لكن الأهم من ذلك هو أن “حقوق” لا تقف عند مجرد تقديم مطالب، بل هي تمثل ضميرًا حيًا يتحدّى كل أشكال الظلم، ويسعى ليعيد للإنسان قيمته الإنسانية التي سرقها الطغاة على مر العصور، قد تبدو هذه الحركة ناشئة في نظر البعض، لكن قوتها تكمن في قدرتها على تجميع قلوب الشعب وإحياء ضمائرهم، ليصبحوا قوة لا يمكن تجاهلها.
لذلك، عندما نتحدث عن “حقوق”، نتحدث عن أكثر من مجرد حركة حقوقية، نحن نتحدث عن جبهة يقودها الناس من أجل الناس، جبهة ترفض أن تكون شبحًا في حضرة الساسة الذين تاجروا بالدماء والآلام، هي معركة لا تقتصر على الجوانب القانونية فقط، بل هي معركة في صميم الضمير الحي الذي يرفض أن يبقى مكتوف اليدين في وجه الظلم.
في النهاية، لا يمكن فصل “حقوق” عن هوية هذا الشعب العظيم، لا يمكن أن نتجاهل الشهداء الذين ضحوا في سبيل أرضهم وحقوقهم، والذين كانوا ومازالوا يمثلون الصورة الحقيقية للوفاء والكرامة. ومن هنا، يصبح من واجبنا، أن ندعم هذه الحركة وأن نرفع رايتها، لأننا لا نرفع شعارًا بل نعيد بناء مستقبل أفضل لأجيالنا القادمة.



