اخر الأخبارثقافية

على عتبات السيدة زينب (عليها السلام)

ناصر الوسمي..

قَــــد حَـــلَّ قـلـبِـي عــنْـدَ زَيْــنـبَ زَائـــراً

وَهَــــــوَاهُ قَـــبْـــلَ الــزَّائــريـنَ تَــقَــدّمَـا

يــحـكـي لــهَــا عَــمَّـا يــجُـولُ بـخَـاطـري

مــــنْ لُــوعــةٍ نَــصـبَـتْ بـقـلـبـي مــأتـمـا

فــغَـدَا الأسَـــى عــنْـدَ الـنّـوائبِ صَـاحـبي

فـــي رُزْءِ مَـــنْ أبْــكَـى مَـلائـكـةَ الـسّـمَا

ذَاكَ الـحـسـيْـنُ وَتِــلْــكَ زَيــنــبُ أخْــتُـهُ

مَـــنْ شَـارَكـتْـهُ بــدمْـعِ صَـبْـرٍ قــد هَـمَـا

إنِّــــي وَقَــفْــتُ بـبَـابِـهـا أُبْــــدي الــعَــزَا

وأصــيـحُ بـالـدمـعِ الــذي حَـاكَـى الـدمـا

يـــا زيْــنـبَ الـطـهْـر اسـتـجَارتْ مـهـجتي

بـــفِـــنـــاءِ دَارِكِ والـــــفــــؤادُ تـــألّـــمــا

وَتـــنَــازَفَ الــجــرْحُ الــقـديـمُ لــمـصْـرعٍ

أبْـــكَــاكِ دَوْمَـــــاً وَالــمـصَـابُ تـعَـظّـمـا

فـــأنَــا أتـــيْــتُ أجــــرُّ ثِــقْــلَ مـصـيـبـتي

بـسْـمِ الـحـسينِ وَحُــزْنُ قَـلبيَ قـد نـمَى

فَــتَـرَاكَـمَـتْ أَحْــزَانُــكـمْ وَهـــــيَ الــتــي

صَــنَــعَـتْ بـــرُوحــيَ شَـــاعِــراً مُـتَـألّـمـا

وَإذَا أتَــــى الــعـاشُـورُ يـــا ابْــنـةَ حــيـدرٍ

أطْــلَـقَـتُ شِــعْــراً كـالـلِّـسَـانِ مُـتـرجـما

وعَــلَــى لــسـانـكِ قـــدْ نــدَبْـتُ بـحُـرقـةٍ

أهْـــلَ الــوَفَـا مَـــنْ غَـسّـلُـوهُمْ بـالـدِّمـا

فَـقَـاضـوا عُـطـاشـى فـــي مَــفـاوزِ كـربـلا

وقَــضَــى الـحـسـينُ مــجـدّلاً ومُـخـذَّمَـا

وكـفـيـلُـكِ الــعـبَّـاسُ مُــــذْ لاقَ الـــردى

قَـــادُوكِ يـــا ابــنـةَ فَــاطـمٍ قَـــوْدَ الإمَـــا

وأســـــىً تــكـفّـلْـتِ الــعـيَـالَ وَنــوْحُـهـم

قـــد فَـــتَّ قـلْـباً لَــكَ بـالـمصائبِ أُثْـلِـما

وعــلـيـلُـكِ الــمـغـلـولُ لا حَـــــوْلٌ لـــــه

قَـــــادُوهُ بــالـضّـرْب الــمـبـرّحِ مُــرغَـمـا

عـجَـبـاً لـصـبْـرِكِ يـــا ابــنـةَ الـخـيْر الـتـي

مـنْ قـبلُ لـم تَـلقَى الـخَسِيسَ المجرِمَا

وَدَخــلْــتِ قَــصْــرَ الـظّـالـمينَ بـحـسـرةٍ

ورَأيـــــتِ وجْـــــهَ الـشّـامِـتـينَ تـجـهّـمَـا

وَيَــزيــدُهـمْ أبْـــــدى الـشّـمَـاتـةَ هــازئــاً

ويـــظــنُّ أنّــــكِ تـخْـنـعـينَ بِــــلا حــمــا

فــوقــفـتُ كــالـجـبـلِ الأشـــــمِّ أمَــامَــهُ

بــعـظـيـمِ قـــــوْلٍ كــالـوصـيِّ إذَا رَمَــــى

فــكـأنّـكِ الــكـرّارُ يـخـطِـبُ فـــي الــمـلأ

وجــعـلـتِ حــكــمَ الـفـاسـقين مُـهـدّمـا

لـــــــلآنَ والــــوفّـــادُ تــــأتـــي عَــــنْـــوةً

وتــــزُورُ قــبْــرَكِ كــــيْ تُـعـيـد مـحـرّمـا

وتـــجــدّدُ الأحْـــــزَانَ بــالــدمْـعِ الــــذي

جَـــرَحَ الــخـدودَ وظـــلَّ يـرسـمُ مَـعْـلما

وَأنَــــا أكــفْـكـفُ دمــعـتـي مـــن بـيـنـهم

والـشـعْـرُ يـسـبـقُ مـدمـعـي لــمّـا هـمـا

ســـأجــدّدُ الــعــهْـدَ الـتّـلـيـدَ بـخـافـقـي

وأظــــــلُّ فــيــكــمْ هــائــمــاً ومُــتــيْـمَـا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى