قِدم المضخات وقلة خبرة العاملين يتسببان بكوارث في القطاع النفطي

المراقب العراقي/ يونس جلوب العراف …
أدى انفجار توربين في مستودع البرجسية التابع لحقول الزبير النفطية في محافظة البصرة، الى سقوط ضحايا من العاملين، كما هرعت فرق الدفاع المدني الى موقع الحادث لاتخاذ الإجراءات اللازمة، وكشفت الاحصائيات الأولية عن تسجيل حالة وفاة لموظف في شركة نفط البصرة، مع وجود أربع إصابات أخرى، ولكن الشيء المثير للانتباه هو عدم اعلان الأسباب التي أدت الى ذلك الانفجار الذي تسبب بكل تلك الخسائر البشرية والمادية.
وزارة النفط المعنية بالموضوع ذكرت في إيضاح نشرته العديد من وسائل الاعلام، إنه “في الساعة 9:15 من صباح اليوم الأحد، حصل حادث تسرّب في احدى منظومات الغاز في مستودع (زبير 1)، وبالتحديد في منظومة الضخ القديمة في المستودع، مما أسفر عن حريق في المنظومة”، ومعنى ذلك ان هناك العديد من الاحتمالات التي تتسبب بمثل هذه الحوادث المؤسفة.
وفي السياق، رجّح المهندس احمد موسى، ان يكون حدوث ذلك نتيجة قلة خبرة العاملين في الشركات بالتعامل مع الآلات المستخدمة في العمل، وهو أمر وارد في المنشآت الخطيرة والتي تحتاج إلى وقت للسيطرة على عملها من قبل المعينين الجدد.
وأضاف: ان “هناك احتمالاً آخر وهو انتهاء العمر الافتراضي لأحد أجزاء ماكنة الضخ القديمة، والتي قد تكون السبب في انفجار التوربين الذي تسبب بالحريق الذي طال هذه المنشأة النفطية المهمة”.
وشدد على “ضرورة ابعاد جميع الأجهزة القديمة التي من الممكن ان تتسبب بحوادث مؤسفة وإبعادها عن العمل من أجل منع تكرار مثل هكذا حوادث في المستقبل”.
فيما قال الضابط في الدفاع المدني سليم هاني: ان “جميع ملاكات السلامة في القطاع النفطي داخل محافظة البصرة تقع عليها مسؤولية الحفاظ على حياة الموظفين العاملين في المنشآت النفطية من خلال توفير الحماية اللازمة المتمثلة بالسعي الى ابدال المكائن القديمة بأخرى جديدة، فالكثير من الحوادث تكون أسبابها تقنية ومنها قدم المكائن المستخدمة في العمل”.
وأضاف، ان “النواحي الأمنية شيء أساسي في أي عمل ولكن للأسف الشديد، نجد الكثير من المنشآت تعمل دون وجود خبرات كبيرة في هذا المجال، لذلك تظهر الأخطاء المسببة لحوادث الحريق أو الانفجار والسبب هو تعيين الواسطات والقرابة من المسؤولين في أماكن تحتاج الى خبرات وممارسة عملية”.
وأشار الى “ضرورة اسناد المهام الخاصة بالنواحي الأمنية والدفاع المدني في هذه المنشآت الى أصحاب خبرات في مجال عملهم، وابعاد جميع من لا يمتلكون الخبرة في مثل هكذا أعمال مهمة وخطرة تتطلب اكتساب الخبرة قبل الدخول فيها”.
في السياق نفسه، أكد الموظف السابق في حقول النفط عدنان كاظم، ان “موت موظف واصابة عدد آخر من شركة الخطوط الذين يعلمون في زبير 1 بمنطقة البرجسية يمثل، خسارة كبيرة للجميع وليس للشركة فحسب”.
وأشار الى ضرورة القيام بالتحقيق الدقيق في هذه الحادثة والوقوف على أسبابها الحقيقية، من أجل عدم تكرارها في المستقبل ومحاسبة المقصرين والابتعاد عن المجاملات والمحسوبية في التعامل معهم، فحياة الموظفين أهم من العمل والانتماءات الحزبية”.



