اخر الأخبارالنسخة الرقميةتقارير خاصةسلايدر

معركة جرف النصر.. فاتحة الانتصارات والنار التي أحرقت جميع المخططات

سطرت فيها كتائب حزب الله أروع ملاحم البطولة


المراقب العراقي / سداد الخفاجي..
تمر هذه الأيام ذكرى تحرير ناحية جرف النصر من سيطرة عصابات داعش الإجرامي، بعملية قادتها قوى المقاومة الإسلامية وعلى رأسها كتائب حزب الله وبإسناد ومشاركة من قبل الحشد الشعبي والقوات الأمنية، لتردع أكبر خطر يهدد أمن ثلاث محافظات، وليكون تحريرها انطلاقة لمزيد من الانتصارات التي لم تتوقف حتى إعلان النصر.
واستطاعت القوات الأمنية بعد عملية التحرير أن تُؤمِّن العاصمة بغداد وبابل من خطر التمدد الإرهابي، وتحمي كربلاء المقدسة من الاستهداف، بعد أن كانت العمليات الإجرامية تُشن انطلاقا من الجرف ضد زائري الإمام الحسين “ع”.
ولم يكن تحرير ناحية جرف النصر كتحرير باقي المناطق من التنظيم الإجرامي، إذ مثلت هذه العملية البطولية بداية انهيار التنظيم الإجرامي بعد أن سقطت ما تسمى بولاية الجنوب، وفشل المشروع الأمريكي الخليجي في العراق، لأن مؤسسي وداعمي الإرهاب في العراق كانوا يخططون لإسقاط بغداد وكربلاء المقدسة والزحف صوب المحافظات الاخرى، لذلك تمركزت خلايا التنظيم المجرم في مناطق حزام بغداد، إلا أن فطنة المقاومة الإسلامية وبمساعدة مستشارين من الجمهورية الإسلامية أجهضت المخطط بشكل تام.
ومع تحرير جرف النصر والسيطرة على مناطق حزام بغداد وإفشال المشروع ذات الأبعاد الاستراتيجية والسياسية والطائفية، والذي أراد التنظيم تنفيذه انطلاقاً منها، ظلت بعض الجهات السياسية بدعم من الجانب الأمريكي تضغط من أجل انسحاب المقاومة الإسلامية من الناحية، إلا أن قوى الحشد الشعبي والمقاومة أصرت على بقاء ناحية الجرف تحت إشرافها تحسباً لأي خرق، وحتى تجفف منابع الإرهاب وتمنع حالات التسلل والاختباء داخلها.
القوات الامريكية دخلت على خط المواجهة واستهدفت مقرات عسكرية تابعة للحشد الشعبي في ناحية جرف النصر وتسببت باستشهاد عدد من القادة والمجاهدين، للضغط عليها والانسحاب منها وتسليم إدارتها الى القوات الأمنية فقط، والتي كانت تعاني بسبب الحروب التي خاضتها سابقاً، إضافة الى صعوبة السيطرة على الناحية ذات الطبيعة الزراعية.
ويقول الخبير الأمني عدنان الكناني حول هذا لموضوع إن “جرف النصر هي البوابة التي انطلقت منها الانتصارات وتشكل نقطة مهمة للتنظيمات الإرهابية لأنها قريبة من بغداد وكربلاء، مشيراً الى أنها كانت تشكل خاصرة رخوة لمناطق الفرات الأوسط”.
وأضاف الكناني في تصريح لـ”المراقب العراقي” إن “المخطط كان يجري بخصوص السيطرة على الطارمية من جهة والمشاهدة ومناطق شمال الرصافة المتمثلة بمنطقة “كميرة” والمناطق المحيطة بها إضافة الى المدائن وجرف النصر وغيرها من المناطق لتشكل حزام ضغط على بغداد والفرات الأوسط”.
وأوضح أن “الناحية تم تحريرها بأيدٍ عراقية بشكل تام ولا يوجد أي إسناد من القوات الأجنبية، وبالتالي فأن قوات الحشد الشعبي استطاعت أن تُؤمِّن العاصمة عبر سيطرتها وتحريرها لمناطق حزام بغداد والبؤر القريبة منها، منوهاً بضرورة بقاء الحشد الشعبي والقوات الأمنية داخل هذه المناطق”.
وتابع إن “هذه المناطق هي ذات طبيعة زراعية وأراضٍ متموجة ما تشكل ملاذاً آمناً للتنظيمات الإجرامية إضافة الى وجود تعاون من بعض الجهات داخل هذه المناطق، لذلك فأن تحريرها يُحتسب نقطة لصالح قوى الحشد الشعبي والقوات الأمنية بمختلف صنوفها لما تمثله من صعوبة”.
وأشار الكناني الى أن “تحرير ناحية جرف النصر كان انطلاقة إيجابية لتحرير بقية المحافظات من التنظيمات الإجرامية، وأعطى خبرة للقوات الأمنية في معارك الأراضي الزراعية، منوهاً بأن السيطرة على الناحية أفشل مخطط إسقاط العاصمة واستهداف المدن المقدسة”.
وتقع ناحية جرف النصر في محافظة بابل بين بغداد وكربلاء المقدسة التي تتصل بمحافظة الانبار من الغرب وتُعتبر بوابة الدخول الى كربلاء وبغداد وبابل، لذا فإن الجماعات الإجرامية ركزت على هذه المنطقة نظرا لموقعها الاستراتيجي، لكن قوى المقاومة الإسلامية والحشد الشعبي والقوات الأمنية استطاعت إبعاد الخطر عن مدن كربلاء والنجف وبغداد وتوفير الارضية لتحرير المناطق الأخرى مثل الفلوجة التي تقع غرب جرف النصر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى