اندونيسيا تقرر شراء مقاتلات صينية من طراز J-10C

قررت اندونيسيا رسميًا شراء مقاتلات صينية من طراز J-10C، في ما يُعد أكبر اختراق تحققه صناعة الطيران القتالي الصينية في الأسواق الدولية حتى اليوم.
وشهد قطاع الطيران العسكري الصيني خلال العقد الأخير صعودًا لافتًا في مكانته، خاصة بعد أن أصبحت الصين ثاني دولة في العالم تُدخل مقاتلة من الجيل الخامس محلية الصنع إلى الخدمة عام 2017، وهي المقاتلة J-20. وازدادت سمعة هذا القطاع تألقًا خلال العام الماضي، بعد أن أصبحت الصين أول دولة تكشف عن مقاتلة من الجيل السادس في مرحلة النماذج الطائرة في ديسمبر الماضي، حيث تمتلك حاليًا ثلاثة تصاميم مختلفة منها قيد الاختبار. كما تعززت مكانة J-10C بشكل كبير بعدما أوردت عدة مصادر أنها حققت انتصارات ساحقة خلال اشتباكات حقيقية في مايو الماضي عندما استخدمتها القوات الجوية الباكستانية ضد مقاتلات رافال الهندية.
تُظهر المؤشرات أن الصين تتقدم على العالم بعدة سنوات في طريقها لإدخال مقاتلات الجيل السادس إلى الخدمة، فيما يُتوقع أن يستمر صعود مكانة صناعتها الجوية العسكرية وارتفاع الطلب الخارجي على مقاتلاتها. فإلى جانب باكستان وإندونيسيا، أشارت تقارير غير مؤكدة إلى أن كلًا من مصر والسودان قد طلبتا أيضًا مقاتلات J-10C، كما تُدرَس المقاتلة بجدية في كل من أوزبكستان وبنغلادش. وفي الفئة الأخف، حققت المقاتلة JF-17 Block 3 اهتمامًا متزايدًا في الخارج بعد طلبات ضخمة من أذربيجان وباكستان.
إلا أن اختيار إندونيسيا تحديدًا لمقاتلة J-10C يكتسب أهمية خاصة، نظرًا لشراسة المنافسة الغربية والروسية والكورية على دخول السوق الإندونيسية، فضلًا عن ضخامة الصفقة. ويأتي هذا التطور في وقت تشهد فيه العلاقات الاستراتيجية بين بكين وجاكرتا نموًا سريعًا، ما يفتح الباب أمام احتمال أن تقدم إندونيسيا على مزيد من المشتريات المستقبلية من المعدات الصينية، بما في ذلك طائرات مقاتلة أكثر تطورًا.
قبل هذه الصفقة، كانت القوات الجوية الإندونيسية تخطط لشراء مقاتلات روسية من طراز Su-35S، وهي طائرات أكبر حجمًا وأطول مدى، غير أن الاتفاق الذي تم توقيعه في فبراير 2018 جُمّد بفعل تهديدات أميركية بفرض عقوبات اقتصادية. وبعد ذلك أبدت وزارة الدفاع الإندونيسية اهتمامًا بشراء 24 مقاتلة F-15EX من الولايات المتحدة، لكنها كانت ستُعد من بين أغلى المقاتلات في العالم، إذ يبلغ متوسط تكلفة الطائرة الواحدة نحو 580 مليون دولار.
كما أن الصين قادرة على تسليم J-10C بسرعة أكبر بكثير مقارنة بمقاتلات F-15 أو الطائرات الغربية الأخرى، في وقت تعاني فيه حتى القوات الجوية الأميركية والإسرائيلية من تأخيرات كبيرة في الإنتاج. وإضافة إلى ذلك، كان من غير المرجح أن تسمح واشنطن لجاكرتا بالحصول على أحدث أنواع الصواريخ مثل AIM-260، وذلك حفاظًا على التفوق النوعي العسكري لحلفائها في المنطقة مثل أستراليا وسنغافورة، بينما دأبت الصين على عرض أحدث صواريخها جو–جو على زبائنها في الخارج.
ومن المتوقع أن تمنح نسخ J-10C المزودة بصواريخ PL-15 المحسّنة تفوقًا كبيرًا في القتال الجوي مقارنة بالنسخ المخففة من F-15EX. ويبقى النقص الأساسي الوحيد في المقاتلة الصينية هو مدى الطيران المحدود نسبيًا، وهو وإن كان أطول من مدى مقاتلات F-5 وF-16 التي ستُستبدل بها، فإنه لا يزال أقصر من مدى مقاتلات Su-27 وSu-30 العاملة حاليًا لدى سلاح الجو الإندونيسي، أو من مدى Su-35 وF-15. وتُعد هذه المسألة تحديًا حقيقيًا نظرًا لاتساع الأراضي الإندونيسية.



