إن الطلاق وإن كان حلالاً عند الله، إلّا أنّه أبغض الحلال إليه، لما فيه من تَفكيك الأسر وضياع الأبناء وتشويه قداسة الميثاق الزوجي، فقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) : «ما من شيءٍ أحلّه الله أبغض إليه من الطلاق»، وعن الإمام الصادق (عليه السلام): «إنّ الله عزّ وجلّ يُبغِض البيت الذي فيه الطلاق».
فالطلاق ليس مجرد انفصالٍ بين رجل وامرأة، بل هو زلزال يهز كيان الاسرة قبل أي أحد، فالطفل الذي كان ينام مطمئناً بين والديه، يجد نفسه حائراً بين بيتين، وقلبين متباعدين، تتسرب إلى داخله مشاعر القلق والخوف من المستقبل، وأحياناً يحمل ذنباً ليس له فيه يد، وكأنه هو السبب في كل ما حدث.
لكن رغم كل هذه المخاطر، يظل الأمل قائماً، فإذا تعامل الأبوان بوعي ورحمة، وحافظا على لغة الاحترام فيما بينهما، يمكن للأبناء أن يتجاوزوا المحنة بسلام، ويشعروا أن حب والديهم لم ينكسر.
