انطلقت في مدينة أور الأثرية بمحافظة ذي قار أعمال التنقيب الجديدة بمشاركة سبع بعثات أجنبية من دول مختلفة، في إطار الجهود الدولية والمحلية المشتركة لاكتشاف مزيد من الآثار في واحدة من أهم مدن الحضارات القديمة في العالم.
وقال مدير مفتشية آثار ذي قار، شامل إبراهيم، إن البعثات التي باشرت أعمالها تمثل جنسيات فرنسية، ، وبريطانية، وإيطالية، وروسية، وتعمل حالياً في عدد من المواقع الأثرية المهمة، بالتنسيق الكامل مع الهيأة العامة للآثار والتراث.
وأوضح إبراهيم أن البعثة الفرنسية، برئاسة سيدونه، باشرت أعمالها في موقع “تل أم الحجاج”، فيما بدأت بعثة أخرى، يقودها الآثاري جوين، العمل في “تل جبرة”، إلى جانب مواقع أخرى موزعة ضمن الرقعة الأثرية الواسعة لمدينة أور.
وأضاف أن نحو 100 مختص عراقي في علم الآثار يشاركون في هذه الأعمال الميدانية، مبيناً أن الملاكات العراقية تمثل العنصر الأساسي في عمليات التنقيب والتوثيق، كونها الجهة المعتمدة من قبل المؤسسات الرسمية العراقية المشرفة على حماية التراث.
وأكد أن التعاون مع البعثات الأجنبية يوفر فرصة لتبادل الخبرات واستخدام تقنيات حديثة، أبرزها أجهزة المسح الجيوفيزيائي، التي كشفت في المواسم السابقة عن نتائج واكتشافات مهمة، مشيراً إلى أن استخدام هذه التقنيات المتطورة أسهم بتسريع وتيرة العمل وتحسين دقته.
وتضم مدينة أور الأثرية، وفق تقديرات المختصين، أكثر من 1200 موقع أثري، لا يزال الكثير منها بانتظار التنقيب والدراسة، في حين تعود الطبقات الأثرية المكتشفة حتى الآن إلى فترات مختلفة من تأريخ العراق القديم، منها عصر فجر السلالات، والحضارات السومرية، والأكدية، والبابلية، والأخمينية، والساسانية، بالإضافة إلى حقب إسلامية متأخرة.
وتُعد أور واحدة من أهم مدن العالم القديم، وتحتل موقعاً بارزاً على خريطة السياحة الأثرية والدينية في العراق، كونها مهد النبي إبراهيم بحسب الروايات، وموطناً لحضارة سومر التي أسهمت بتشكيل ملامح التأريخ البشري.
