سطحية التفكير وضحالة الطرح تضعان المشاركين في الانتخابات تحت طائلة الانتقاد

مرشحو “الصدفة” يتكاثرون
المراقب العراقي/ سيف الشمري..
لا يخفى على أي متتبع للوضع السياسي، سواء في العراق أو أية دولة أخرى، بأن الانتخابات تمثل الأساس الذي يمكن بناء حكومة قوية عادلة عليه، ولهذا دائما ما نرى، أن المتنافسين أو المرشحين الذين يرغبون بالدخول في هذا السباق، غالبا ما يروّجون لبرامجهم الانتخابية، وضرورة أن تركز على ملفات خدمية تخدم الشارع العراقي، وتنتشل البلد من التدهور الذي عاشه طيلة السنوات السابقة التي تلت الاحتلال الأمريكي وليومنا الحالي.
واللافت أن بعض الكتل السياسية نسيت أو تناست ذلك، وذهبت باتجاه استقطاب شخصيات لا تمت للعمل السياسي بصلة، حيث استقطبوا بعض الفاشنستات أو صاحب محتوى هابط، أو من يبحث عن الشهرة، وهو ما عكس صورة مغايرة في ذهن الجمهور والناخبين بشكل خاص، وطرح تساؤلات عديدة حول إمكانية هذه الشخصيات، قيادة المرحلة المقبلة التي تتطلب حكومة قوية في ظل التحديات التي يواجهها العالم والظروف التي تحيط بالعراق، نتيجة للمشاريع الصهيونية والأمريكية الساعية إلى فرض سياسة التطبيع بمنطقة الشرق الأوسط.
كما أن بعض المرشحين سواء من الذكور أو الإناث، ركزوا خلال حملاتهم الدعائية، على جوانب ليست ذات جدوى، فأحدى المرشحات، قالت: “أنها ستقوم بتزويج “150” شخصاً ممن يشجعون ريال مدريد، وأثارت مثل هذه الطروحات غرابة المواطن، فما علاقة ذلك بالملف التشريعي الذي يتطلب وعياً وإدراكاً بأهمية المرحلة المقبلة، وتشريع القوانين التي يمكن أن تنظم العمل المؤسساتي في البلد.
وحول هذا الأمر، يقول القيادي في تحالف الفتح محمود الحياني في حديث لـ”المراقب العراقي”، إن “الانتخابات عملية ديمقراطية تعبر عن ثقافة التغيير السياسي من خلال صناديق الاقتراع، وموضوع مشاركة شخصيات لا تملك فكراً سياسياً، فهذا بحد ذاته يؤثر وبشكل كبير على الساحة السياسية العراقية”.
وأكد الحياني، أن “الظروف التي تحيط بالعراق، سواء السياسية والأمنية والاقتصادية تتطلب، برلماناً مدركاً بخطورة المرحلة، وليست شخصيات أخرى غير مطلعة على ما يدور في المنطقة”.
هذا ويرى مراقبون، أن هذا الطروحات لا تمت الى الانتخابات بأي شكل من الأشكال، وهذه المواضيع التي نراها من قبل مرشحي “الصدفة”، تتزامن مع انتشار “التفاهة”، حيث يتأثر البعض ببلوكر أو تيك توكر أو فاشينستا، ناهيك عن بقية المصطلحات التي طرأت على المشهد العراقي في ظل الهجمة الغربية لتسفيه مجتمعاتنا المحافظة ذات الصبغة الدينية.
يشار إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي ضجّت مؤخرا بمقاطع فيديو وصور ساخرة لمرشحات ومرشحين وهم يروجون لأنفسهم بأساليب لا تمت بالواقع السياسي بأي شكل، والتركيز على جوانب غير مرتبطة بما يريده الشارع العراقي الذي بات اليوم يبحث عن البرنامج الانتخابي الذي يركز على تمرير القوانين وعدم تعطيلها والجوانب الخدمية والسياسية ذات المنفعة العامة.
ومن المؤمل، أن تُجرى الانتخابات العراقية في الشهر المقبل بمشاركة أكثر من سبعة آلاف مرشح، حيث يتنافسون للحصول على 329 مقعداً، فيما أعلنت مفوضية الانتخابات، أن أكثر من 20 مليون ناخب عراقي، يحق لهم التصويت في العملية الانتخابية المقبلة.



