من أدوات بسيطة إلى اسم تجاري.. شاب يكتب النجاح بيديه

في زقاق صغير من مدينته، وبين رائحة الكليجة الساخنة وهمسات الأمهات، بدأت حكاية حسوني، كان في الثانية عشرة من عمره حين حمل أول صينية كليجة صنعتها والدته، ووضعها على دراجته المتواضعة، ثم انطلق يوزعها على أصحاب المحال والبيوت، بابتسامة طفل يؤمن بأن التعب لا يضيع إذا خرج من القلب.
ذلك الصباح لم يكن عاديا، كان بداية مشوار طويل من الكفاح. كانت الكليجة ذهبية اللون، تفوح منها رائحة بيت عراقي أصيل، وصُنعت بعجين من الصبر والحنان. حسوني لم يحتج إلى دعايات ليروج لبضاعته، كان يكفي أن يقول للناس إنها من يد أمه، ليمنحهم طمأنينة المذاق، ونكهة لا تشبه إلا دفء البيوت.
مرت الأعوام، ولم يترك حسوني دراجته إلا ليكبر بها الحلم. واليوم، بعد 12 سنة من العمل والمثابرة، بات صاحب مشروع يحمل اسمه “تجهيزات حسوني الغذائية” ويصل بخدماته إلى أغلب محافظات العراق، مشروعه بسيط لكنه واضح المعالم، يعتمد على الجودة والنظافة، ويعكس تربية أم زرعت في ابنها قيمة التعب والاعتماد على النفس.
لا يملك حسوني مكاتب فاخرة ولا حملات إعلانية ضخمة، لكنه يملك ما هو أثمن: ثقة الزبائن، تلك الثقة لم تأتِ من فراغ، بل خبزت على مدى سنوات، بصدق النية والالتزام، حتى صار اسمه علامة تميز في مجال الأطعمة المنزلية، وبالأخص الكليجة التي احتفظت بطعمها كما لو أنها خرجت من فرن الأمهات.



