أزياء الدار العراقية تحاكي حضارات الرافدين

في بابل حيث ينهض التأريخ من بين السطور القديمة، وتتمازج الأحجار مع الحكايات، أضاءت الدار العراقية للأزياء مشهداً فنياً فريداً من نوعه، أعاد إلى الأذهان أمجاد حضارات الرافدين، في فعالية حملت عبق الماضي وروح الحاضر، ضمن انطلاق معسكر سفراء المستقبل للاستدامة.
احتضنت جامعة المستقبل هذا الحدث اللافت في منتجع بابل السياحي، بإشراف مباشر من رئيسها حسن شاكر مجدي، وجاء العرض ليمثل امتداداً لرسالة الدار العراقية في الحفاظ على هوية العراق الثقافية عبر الأزياء، إذ قدّمت تصاميم استثنائية استلهمت ملامحها من الرموز السومرية والبابلية والآشورية، بأسلوب عصري جمع بين التراث والابتكار.
المجموعة التي عُرضت على منصة الحفل لم تكن مجرد ملابس، بل لوحات متحركة تنبض بالتأريخ وتحاكي الجذور، فقد وظفت الدار تقنيات فنية حديثة لتقديم الأزياء بأسلوب يحترم الذاكرة الجمعية ويخاطب الذائقة المعاصرة، مما أضفى على الفعالية طابعاً احتفالياً يليق بمكانة العراق كمنبع للحضارات.
وشهدت الفعالية حضوراً نوعياً واسعاً ضم عمداء الكليات وشخصيات حكومية وأكاديمية، إلى جانب جمع غفير من الطلبة وأبناء المجتمع البابلي، الذين تابعوا العرض بإعجاب وتفاعل كبيرين، مؤكدين أن هذه المشاهد الثقافية تعيد الاعتبار لجماليات الهوية العراقية وتنعشها في الوجدان.
من جانبها، عبرت المديرُ العام للدار العراقية للأزياء نجوان فارس عبد الله عن اعتزازها بهذه المشاركة، مشيرة إلى أن الأزياء تمثل لغة صامتة قادرة على التعبير عن عمق حضارة العراق وقيمه الجمالية، وأن مشاركة الدار في مثل هذه المحافل تمثل جسراً ثقافياً حيوياً يربط الماضي بالحاضر ويعزز الانتماء في نفوس الأجيال الصاعدة.



