إيران تُنزل للمياه الإقليمية غواصات وقوارب مجهزة بالصواريخ

مع تصاعد التهديدات في مياه الخليج الفارسي، بدأت إيران استثمار الغواصات الصغيرة والقوارب المزوّدة بالصواريخ بشكل متزايد خلال الفترة الماضية، إذ تعمل الجمهورية الإسلامية على ردع التهديدات التي تشكلها واشنطن وحلفاؤها في المياه الإقليمية، عبر إعادة هيكلة قدراتها في الحرب البحرية من خلال التركيز على تطوير غواصات صغيرة مسلّحة تسليحًا ثقيلًا، وزوارق سطحية صغيرة وسريعة مزوّدة بمنظومات صاروخية متطورة.
ويرى محلّلون عسكريون، أن هذا التحوّل يعكس انتقال إيران من مفهوم القوة البحرية التقليدية إلى بناء قوة أكثر مرونة وتدرّجًا في قدراتها، إذ تهدف هذه القوة الجديدة إلى موازنة التفوق الذي تتمتع به القوات البحرية الأمريكية وحلفاؤها في مياه الخليج ومحيطه، وذلك عبر تبنّي تكتيكات غير تقليدية.
فبدلًا من تطوير غواصات كبيرة بعيدة المدى، تركز إيران على إنتاج غواصات صغيرة مصممة خصيصًا للعمل في البيئات الساحلية الضحلة، وتُعد غواصات “غدير” و”فاتح” من أبرز هذه المنصات، إذ صُممت كغواصات هجومية قادرة على إطلاق طوربيدات ثقيلة، وزرع الألغام، وإطلاق صواريخ كروز مضادة للسفن، مع الحفاظ على مستوى عالٍ من التخفي وصعوبة الرصد.
وفي المياه الضيقة والمعقدة صوتيًا كمضيق هرمز، تكتسب القدرة على المناورة والتخفي، أهمية تفوق الحجم أو مدة بقائها تحت الماء، حيث تستفيد هذه الغواصات من الضوضاء الطبيعية والتداخل الصوتي في المنطقة، ما يجعل رصدها عبر السونار، مهمة صعبة حتى على أكثر طائرات الدورية البحرية تطورًا.
وفي الوقت نفسه، تسرّع إيران من وتيرة إنتاج الزوارق الصاروخية السريعة والسفن القتالية الصغيرة، بما في ذلك الزوارق ذات الهيكل المزدوج (القطمران Catamaran).
كثير من هذه المنصات مثل فئة “الشهيد سليماني” والأسطول التقليدي من زوارق الهجوم السريع مزودة بصواريخ “نور” و”غدير” المضادة للسفن، المشتقة من الصاروخ الصيني C-802، وتمنح هذه الصواريخ إيران، قدرة على ضرب أهداف يتراوح مداها بين 120 و300 كيلومتر، ما يوفّر لها شبكة دفاع ساحلي قوية، وقدرة على فرض طوق تهديدي يمتد عبر أهم الممرات البحرية.



