اخر الأخبارثقافية

ملتقى البريكان الأدبي يجمع مبدعي الشعر العراقي على منصة البصرة

احتفاءً بأعماله الشعرية الكاملة

المراقب العراقي/ المحرر الثقافي …

يمثل الشاعر محمود البريكان أحد رموز الشعر والثقافة في العراق، وفي لفتة وفاء من البصرة لشاعرها الكبير وتقديراً لمنجزه الإبداعي ،شهدت قاعة كلية الآداب بجامعة المحافظة، اليوم الأربعاء افتتاح فعاليات ملتقى البريكان الأدبي الذي أقامه الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق بالتعاون مع الجامعة واتحاد الأدباء والكتّاب في المحافظة، احتفاءً بصدور الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر الراحل محمود البريكان عن دار الشؤون الثقافية العامة، بحضور جمع كبير من الشخصيات الثقافية والأدبية والسياسية، فضلاً عن حضور طلبة جامعة البصرة الذين أغنوا مشهد الافتتاح بروعة حضورهم في مشهد يجسد روعة الاحتفاء بهذا الشاعر الكبير.

واستُهلّت جلسة الافتتاح التي أدارها الشاعر أحمد النجم، بعزف النشيد الوطني العراقي، أعقبه تلاوة آيات من الذكر الحكيم بصوت القارئ مرتضى البطاط، ثم الوقوف لقراءة سورة الفاتحة ترحماً على أرواح شهداء الوطن.

من جانبه، أشار رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق الشاعر د. عارف الساعدي إلى أن البريكان يقف في طليعة المبدعين العراقيين، وأنه يمثل ظاهرة شعرية فريدة في الشعر العراقي المعاصر، إذ يمتاز بمرجعياته الثقافية المختلفة ومزاجه الشعري المتفرّد.

وأضاف: إن” هذه الظاهرة الكبيرة اتسمت بجودة شعره وباحتجابه وزهده في الحضور والنشر، فنادراً ما تجد شاعراً زاهداً في حضور المهرجانات أو الدعوات والسفر وطباعة الدواوين واللقاءات التلفزيونية، والكثير من عوامل النجومية والشهرة التي يطمح أغلب الشعراء لها، إلا أن البريكان زهد بكل ذلك. ولكنه في الوقت نفسه، بقي ساهراً وحارساً على القصيدة العربية الحديثة، يتأملها ويراجع فيها، يضيف لها مزاجاً مختلفاً عن معظم الرواد، فينفر بها بعيداً عن غنائية جيله،، يغذِّي قصيدته بمرجعيات ثقافية كبرى، ربما تعدى شعراء مُجايلين له بخطوات عديدة، حيث الثقافة العربية والأجنبية تدخل بقوة في نسيج القصيدة البريكانية، تلك التي تحولت بفضل صاحبها المحتجب إلى ما يشبه الأسطورة، حيث تنسج الحكايات والقصص الغريبة عن شاعر عراقي اسمه محمود البريكان .

أما عميد كلية الآداب د. ماجد الكعبي فأوضح أن هذا المؤتمر لا يقتصر على الاحتفاء بالبريكان كشاعر فحسب، بل هو احتفاء بالروح الإنسانية والفكر المتجدد الذي حمله في نصوصه، مؤكداً حرص جامعة البصرة على مواصلة دعم الحراك الثقافي العراقي.

وتواصلت فعاليات الافتتاح بمشاركة الفنان عزيز خيون الذي قدّم مجموعة من قصائد البريكان بأسلوب مسرحي تفاعل معه الحضور بحرارة، تلاه عرض الفيلم الوثائقي (الحلم المضاع)من إنتاج منظمة نخيل عراقي الثقافية والذي جسّد مسيرة البريكان الإنسانية والثقافية والتربوية.

كما ألقى الشاعر طالب عبد العزيز  كلمة لجنة الأعمال الشعرية للبريكان، مشيداً بعوالمه الشعرية الغنية، مبيناً أنه من خلال معجمه الفريد نرى الحياة بصورها الغامضة والعميقة، إذ يؤثث قصيدته بجمل وأخيلة غير مألوفة تمثل تجربة شعرية متفردة.

واختُتمت الفترة الصباحية لليوم الأول بجلسة نقدية أدارتها الناقدة د. بشرى موسى صالح، وشارك فيها النقاد د. حسن ناظم ود. فائز الشرع ود. حيدر سعيد وجمال جاسم أمين، حيث تناولت الجلسة الموضوعات الشعرية المفقودة عند البريكان وأفقه الثقافي الريادي والمتخيل النجدي في شعره والإحاطة بجماليته المهدورة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى