اخر الأخبارطب وعلوم

كوريا الجنوبية تكشف عن دبابة ذات مواصفات تقنية متطورة

كشفت شركة هيونداي روتم الكورية الجنوبية عن دبابتها المعدّلة K2PL، التي تبدو في مظهرها الخارجي قريبة إلى حدّ كبير من دبابات Leopard 2A8. تُعرض هذه النسخة على أنها الطراز القياسي للتصدير المزمع إلى عدة دول منها رومانيا والسعودية والإمارات ومصر والعراق وبيرو.

وتحمل K2PL أربعة عناصر تقنية رئيسية تجعلها لافتة للاهتمام، أولاً، نظام الحماية النشط (APS) الجديد من هيونداي روتم. ويستعين النظام الجديد فعليًا بزعم البعض بوسائط اعتراض مشابهة لتلك المستخدمة في «تروفي»؛ يمكن أن نتصور الأمر كما في هاتف iPhone الذي يدمج مكونات من كوريا واليابان — تكامل مكونات متعددة من مصادر مختلفة ضمن منظومة واحدة. أما العناصر الحيوية الأخرى للنظام، من الحاسوب المركزي إلى رادار AESA عالي الدقة، والمستشعرات البصرية، والقاذف، وجهاز التحميل، فضلاً عن اندماجها جميعًا داخل منظومة متكاملة، فهي من تصميم هيونداي روتم وشركة كورية متخصصة غير معلنة الاسم.

ثانيًا، درع خاص مطور. يبدو أن الدرع الداخلي الراهن سيُستبدل بتقنية أحدث من شركة ساميانغ، تستهدف تقليل الحجم والوزن إلى حدّ كبير من أجل تحسين الأداء العام للدبابة. هذا التوجّه يتماشى مع تطلعات مصنّعي الدبابات إلى تقوية الحماية مع تخفيف عبء الوزن.

أما الميزة الثالثة والرابعة فهما جهاز تشويش مضاد للطائرات الدرون ونظام الأسلحة التي يتم التحكم فيها عن بُعد (RCWS).

من المهم الإشارة إلى أن اللقطات المعروضة تستند إلى نسخة عُرضت في معرض KADEX 2024، وأن التصميم النهائي قد يتباين بدرجة ما عند الإنتاج الفعلي. ثمة إشارة في العرض إلى وجود رادار AESA إضافي مخصص لنظام الحماية النشط، يفترض أن يُوضع فوق برج الدبابة، لكن لا يزال من غير الواضح ما إذا كان سيُطبق ذلك على الدُفعات اللاحقة من K2PL.

حتى الآن لم يُحسم اسم نظام APS الجديد التابع لهيونداي. من جهة أخرى، يعد كل من أنظمة حماية هيونداي روتم وهانوا جروب امتدادًا لنظام APS-11K الذي طُور قبل نحو سبعة عشر عامًا؛ ويُلاحظ أن منظومة هانوا تبدو شبيهة إلى حدّ كبير بـ APS-11K، بينما الاحتمالات ضئيلة بأن تُطبّق منظومة هانوا الأحدث على منصّة K2 نفسها.

من زاوية تصميم المنصة، تجدر الإشارة إلى أن دبابة K2، بوصفها منصة متطورة أُطلقت بعد العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، مصمّمة رقمياً بشكل كبير وتستخدم مواد متقدمة لتقليل الوزن. ويُعيد هذا التأكيد فكرة متكررة على وسائل التواصل مُفادها أن «الوزن الأكبر لا يعني بالضرورة قابلية نجاة أفضل». فمع تزايد الوزن ينخفض الأداء العام وتتصاعد تكاليف الصيانة، ولهذا يتجه التطور العالمي لمنصّات الدبابات نحو خفض الوزن مع تركيز الحماية على المناطق الحيوية.

هذا لا يعني أن تعزيز الحماية التقليدية غير ممكن، إذ يمكن دائمًا إضافة دروع شبكية أو زيادة سماكة الطبقات المدرعة وفق متطلبات الميدان. غير أن تصميم دبابة K2 يتميز بُبعد تقني إضافي يتمثل في نظام تعليق نشط متطور يمنحها قابلية عالية للتوسع ويعزز أداءها الحركي وقدراتها القتالية. كما تتيح تقنية الهيكل القابل للانخفاض الذاتي (self-hull-down) للدبابة تحسين مستوى التخفي والحماية في مختلف التضاريس، سواء في البيئات الصحراوية أو السهلية أو الجبلية.

عند مناقشة صفقات توريد المنصات القتالية، لا بد من الفصل بين الأداء التقني والعوامل التجارية. فالتكوين والقدرات الفنية للمنصة قابلة للتفاوض والتعديل من قبل الشركات الكبرى التي تمتلك حلولًا متكاملة، أما المكوّنات الحساسة مثل منظومات القتال والذخيرة والصواريخ — والتي قد تشكل بين 20% و50% من قيمة الصفقة — فهي في العادة غير قابلة للتعديل. عمليًا، تُرتّب أولويات المشترين والبائعين حول سعر الحزمة النهائية أولًا، ثم نسب التصنيع المحلي، مواعيد التسليم، وبرامج التعويض الصناعي (Offsets) وغيرها من الشروط الاقتصادية والسياسية.

تُعد K2PL خطوة مهمة في مسيرة تصدير التكنولوجيا الكورية في مجال الدبابات، ومن المتوقع أن يحقق الجيل القادم، وخصوصًا مشروع K3، نجاحًا مماثلًا أو أكبر على صعيد الصادرات، مع الحفاظ على التوازن الصحيح بين الحماية والقدرة على الحركة والاقتصاد التشغيلي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى