اخر الأخبارطب وعلوم

كيف تمكنت الجمهورية الإسلامية من بناء أسطول طائرات مسيرة شبحية؟

تمتلك الجمهورية الإسلامية، أسطولاً ضخماً من الطائرات المسيرة، من بينها الشبحية المشابهة للأمريكية والتي نجحت طهران في تطويرها بعد الاستيلاء عليها عام 2011، ومكنها ذلك من بناء ترسانة ضخمة من الطائرات المسيرة الهجومية والاستطلاعية والانتحارية.

وتُعتبر إيران في مقدمة الدول التي تمتلك القدرة على تشغيل طائرات شبحية في ساحات القتال، إذ بدأ الأمر في 2011، عندما كانت طائرة مسيرة أمريكية من طراز RQ-170 Sentinel تقوم بمهمة اختبارية فوق أفغانستان، وفجأة خرجت عن مسارها، وعبرت إلى الأجواء الإيرانية، وهبطت بالقرب من قاعدة كاشمار الجوية.

ووفقًا لمعلومات استخبارية إيرانية ، قام الحرس الثوري الإيراني بالتشويش على اتصالات الطائرة، ما اضطرها لتفعيل بروتوكول “العودة إلى القاعدة” تلقائيًا. ثم قامت إيران بتزوير إشارات GPS الخاصة بها، لتوجهها بأمان إلى أراضيها.

يُعتبر عكس الهندسة صناعة استراتيجية في إيران، حيث منح الاستيلاء على طائرة الـSentinel طهران فرصة الوصول إلى أحد أكثر التصاميم الشبحية تطورًا في الولايات المتحدة، وفي غضون سنوات قليلة، تمكنت من إنتاج نسختها الخاصة تحت اسم “شاهد-171 سيمورغ” (Shahed-171 Simorgh)، تيمنًا بطائر أسطوري في التراث الفارسي.

تُعد طائرة شاهد-171 نسخة طبق الأصل تقريبًا من الـSentinel، متطابقة في كل التفاصيل. صُممت لأغراض الاستطلاع طويل المدى، وتحمل رادار فتحة تركيبية (Synthetic-aperture radar) ينتج صورًا ثلاثية الأبعاد للأرض، ويبلغ مداها نحو 2200 كيلومتر، وهو ما يكفي لتغطية كامل الشرق الأوسط.

أصبحت Simorgh قاعدة لتطوير عائلة كاملة من الطائرات المسيرة الشبحية. وقد حدد المحللون ما لا يقل عن خمسة نماذج تشغيلية مخصصة للمراقبة والهجوم ومهام الهجوم الانتحاري.

الطراز الأكثر تطورًا، شاهد-191، يحمل أربع قنابل موجهة أو ذخائر انزلاقية، ويعمل بمحرك نفاث صغير مُستوحى من تصميم تشيكي. يمكنه الطيران لمسافة نحو 500 كيلومتر — كافية لشن ضربات عابرة للحدود — لكنه يحتاج إلى قيادة عن بُعد.

أما شقيقه، شاهد-181، فاستُبدل المحرك النفاث بمحرك مكبس أخف، مما ضاعف مداه لأغراض الاستطلاع.

ويمتلك كلا النموذجين ميزة غير عادية وهي إمكانية الإطلاق من مؤخرة شاحنة بيك أب، دون الحاجة إلى مدرج، والهبوط باستخدام زلاجات قابلة للسحب على أي طريق معبّد.

طورت إيران لاحقًا سلسلة ثانية من الطائرات المسيرة الشبحية، أصغر حجمًا بنسبة 60 بالمئة من طراز شاهد-161. تُعرف شاهد-161 بأنها طائرة مسيرة انتحارية تعمل بمحرك نفاث، موجهة عبر GPS ومستشعر بصري قادر على تتبع الأهداف المتحركة — مما يجعلها مثالية لضرب السفن أو القوافل ضمن مدى يصل إلى 300 كيلومتر.

 التكلفة: الطائرة المسيرة الانتحارية العادية تكلف نحو 20,000 دولار، ومبنية من قطع تجارية ومواد بسيطة. أما الطائرة الشبحية، فتتطلب مواد مركبة متقدمة وأنظمة إلكترونية دقيقة، وتُصنع بأعداد محدودة. ومنذ عام 2017، أنتجت إيران نحو 50 طائرة شاهد-191 فقط، بالنسبة لطهران فإن الطائرات الأرخص تحقق نفس تأثير الرعب.

الإخفاء: لأن الاستخدام المتكرر سيمكن إسرائيل والقوات الغربية من رسم خريطة لتوقيعها الراداري، مما يقضي على ميزة الشبحية. فإبقاء هذه الطائرات على الأرض يحفظ عنصر المفاجأة لوقت الصراع الأكبر.

الاستخبارات: من المحتمل أن كثيرًا من الطائرات المسيرة الشبحية الإيرانية تُستخدم لمهام تجسس أكثر من استخدامها في الهجوم. التضحية بها في مهام انتحارية سيكون إهدارًا لأصول استخباراتية ثمينة.

من الناحية العملية، تصبح الطائرات الشبحية خيارًا صعب التسويق في حال فشلها، لذا تسعى إيران إلى تصديرها إلى الخارج — بما في ذلك روسيا والهند ودول أخرى تبحث عن تقنيات شبحية منخفضة التكلفة ومجربة في ساحات القتال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى