في وقت تراجعت فيه الكتابة اليدوية لصالح الأجهزة الرقمية، أطلق الخطاط والمزخرف جاسم حميد الربيعي مبادرة فنية وتعليمية تحت عنوان “خطي أجمل”، تهدف إلى إعادة إحياء فن الخط العربي وتعليم مبادئ الكتابة اليدوية بأسلوب حديث وميسر يناسب مختلف الفئات العمرية.
الربيعي أوضح في حديثه أن البرنامج يُعد الأول من نوعه في العراق، وقد صُمم ليشمل 20 ساعة تدريبية تبدأ من الأساسيات، مثل طريقة إمساك القلم ووضعية الجلوس الصحيحة، مروراً بتمارين خاصة لتقوية عضلات اليد وتحسين انسيابية الحروف، ما يساهم بتطوير مهارات المتدربين تدريجياً.
المبادرة تنقسم إلى مرحلتين، إحداهما موجهة للأطفال والأخرى للكبار، وتتضمن أربعة مستويات تعليمية متدرجة في كل مرحلة، تم إعدادها بالاستفادة من خبرة الربيعي في تنظيم الورش والمعارض داخل العراق وخارجه.
وبحسب الربيعي، الذي شارك في أكثر من 63 معرضاً ومؤتمراً علمياً وفنياً، فإن البرنامج يعتمد على ثلاثة كتب قام بتأليفها وتستخدم كمنهج تدريبي معتمد داخل الورش. وأكد أن الخط الجميل لا يُعد فناً زخرفياً فقط، بل هو أداة تربوية تساهم بتنمية مهارات القراءة والكتابة، كما تعزز ثقة المتعلم بنفسه.
ومن خلال هذه المبادرة، يسعى الربيعي إلى إعادة الاعتبار للحرف العربي في وقت تراجعت فيه الكتابة اليدوية أمام هيمنة الشاشات، مؤكداً أن “خطي أجمل” ليست مجرد ورشة تعليمية، بل رسالة ثقافية وتربوية تسعى إلى إعادة البريق لواحد من أجمل الفنون التي عرفها العرب.
