اخر الأخبارطب وعلوم

عقاب-44.. قاعدة جوية إيرانية متطورة مزوّدة بقدرات غير مسبوقة

تواصل الجمهورية الإسلامية تطوير منظومتها الدفاعية، استعداداً لأي عدوان قد تشنه قوى الاستكبار، سيما مع استمرار تواصل التهديدات ضد إيران.

فقد أعلنت طهران رسميًا عن تدشين قاعدة عقاب-44 الجوية، وهي الأولى من نوعها في تأريخ القوات الجوية الإيرانية، مزوّدة بقدرات غير مسبوقة لاستقبال وتشغيل مقاتلات متطورة مثل ميغ-29 وسوخوي-35 الروسية.

تقع القاعدة في موقع استراتيجي بالغ الأهمية، وتمتاز ببنية تحتية متكاملة تشمل مرافق متطورة للصيانة والتسليح، إلى جانب تصميم هندسي متقدم يجعلها محصّنة ضد الهجمات الجوية والصاروخية. هذا الموقع ليس مجرد منشأة عسكرية، بل يمثل خطوة نوعية في تعزيز القدرات الدفاعية الإيرانية.

الهدف الإيراني من هذه القاعدة هو توفير بيئة آمنة لتحرّك الطائرات المتطورة، بعيدًا عن أعين الأقمار الصناعية وأجهزة الرصد الاستخبارية، بالإضافة إلى تقديم ملاذ محمي يُمكّنها من الصمود والعمل بكفاءة، في حال اندلاع أي نزاع عسكري.

ولم يتم ذكر الموقع الدقيق لقاعدة عقاب-44، مكتفية بالإشارة إلى أنها تتحصن داخل الجبال، ما يمنحها حماية طبيعية إضافية. وأكدت وسائل اعلام إيرانية، أن القاعدة صُممت خصيصًا لمواجهة القنابل الخارقة للتحصينات التي تمتلكها الولايات المتحدة.

ووصف التقرير القاعدة بأنها واحدة من أبرز قواعد القوات الجوية الإيرانية، مشيرًا إلى أن منشآتها مبنية على عمق مئات الأمتار تحت الأرض، وتحتضن مقاتلات مزودة بصواريخ كروز بعيدة المدى، ما يعزز من قدرتها على تنفيذ عمليات جوية دقيقة وفعّالة في ظروف قتالية متقدمة.

وكشفت تقارير متطابقة، أن إيران استلمت بالفعل، دفعات من مقاتلات ميغ-29 الروسية المطوّرة، في إطار صفقات متسارعة قامت موسكو بتنفيذها خلال الأشهر الماضية لصالح طهران.

وأوضحت مجلة نيوزويك في تقرير أولي، أن هذه الشحنات تتضمن نسخًا معدلة من الطائرة الشهيرة، مجهزة برادار من نوع AESA متطور، وهو ما تأكد لاحقًا عبر صور مسرّبة أظهرت تغييرات واضحة في مقدمة المقاتلة، بما في ذلك رادوم جديد مصنوع من مواد مركبة تُحسّن نفاذية الموجات الرادارية وتقلّل البصمة الكهرومغناطيسية للطائرة، كما جُهّزت الطائرات بأنظمة رصد كهروبصري حديثة تمنحها قدرة فائقة على كشف وتعقّب الأهداف الجوية بدقة أكبر.

ولم تقتصر الصفقة على هذه الشحنة، بل كشفت وسائل إعلام روسية عن وصول دفعتين إضافيتين من ميغ-29 إلى إيران، مما يشير إلى أن طهران تميل إلى تبني هذه النسخ المحدثة من المقاتلة الروسية على حساب بدائل أخرى مثل J-10C الصينية. ويُعزى ذلك بشكل رئيسٍ إلى أن هذه الطائرات تُسلم من المخزونات السوفيتية القديمة لدى روسيا تقريبًا دون مقابل، حيث تتحمّل إيران فقط تكاليف التحديث والتطوير، والتي تشمل تجهيزها بأحدث الرادارات وصواريخ K-77M جو – جو بعيدة المدى.

ويتيح هذا المسار لطهران، وفقًا لمحللين عسكريين، الحصول على نحو 100 مقاتلة خلال فترة قصيرة نسبيًا، وهو ما يمثل قفزة نوعية في قدرتها الجوية، مقارنة بأسطولها القديم الذي يضم طائرات إف-14 وإف-4 وإف-5.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى