اخر الأخبارالاخيرة

مغامر بصري يتحدى الحدود ويطارد المجهول

ولد في مدينة القرنة، شمال البصرة، حيث تعاني المدينة، التهميش رغم ما تملكه من خيرات، لكن حسين يحيى، الشاب البصري المولود عام 2003، اختار ألا يكون جزءاً من الصمت، فبين مقاعد الدراسة في تخصص إدارة وتسويق النفط والغاز، وسعيه الأكاديمي الدؤوب، كان قلبه يهرع خلف المجهول، متسلحاً بشغف لا يُروى، وحب لاكتشاف العالم بكل تفاصيله.

منذ عام 2019، بدأ حسين رحلته مع المغامرة، متحدياً واقعاً صعباً، وظروفاً مادية محدودة، لكنه لم يسمح لأي عائق أن يوقف خطواته، وعلى الرغم من عدم حصوله حتى الآن على فرصة تعيين أو دعم رسمي، إلا أن طموحه ظل أكبر من الجغرافيا، وأكثر عناداً من الحدود.

زار حسين خلال سنوات قليلة دولاً لم تخطر على بال شاب في العشرينيات من عمره، متنقلاً من شوارع دمشق إلى أزقة مومباي، ومن جبال أفغانستان إلى سواحل سريلانكا، ماراً بعمان، إيران، الإمارات وغيرها، رحلاته ليست استعراضاً على وسائل التواصل، كما يؤكد، بل محاولة صادقة لفهم العالم وسبر أغواره، وطرح الأسئلة التي لا تقال، تماماً كما فعل في رحلته الأخيرة إلى أفغانستان، حيث نقل الواقع كما هو، بعيداً عن العناوين المصنعة.

ورغم كل ما رآه وجربه، لا يزال حسين يرى، أن أكبر مظالم الحياة كانت من نصيب مدينته الأم “القرنة ” مدينة منكوبة وخيرها لغير أهلها”، يقولها بألم، ويضيف، أن ما يفعله من توثيق وتجوال هو شهادة شخصية على كل ما عاشه، وكل ما لم تصوره عدسات الإعلام.

هكذا يمضي حسين يحيى، شاب من الجنوب العراقي، حاملاً حقيبته على كتفه، وفضوله في قلبه، باحثاً عن الحقيقة في كل زاوية من زوايا العالم، دون أن ينسى جذوره التي مازالت تمتد عميقاً في أرض عطشى للعدالة، تدعى “القرنة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى