اخر الأخبارالنسخة الرقميةتقارير خاصةسلايدر

اميركا تُهدّد سيادة العراق بإعادة تموضع قواتها وتضرب اتفاقية الانسحاب عرض الحائط

خروج وهمي يحرج الحكومة

المراقب العراقي/ سداد الخفاجي..
تتواصل دعوات المقاومة الإسلامية والأطراف الوطنية في العراق، لإنهاء الوجود الأمريكي العسكري على أراضي البلاد، وفقاً للاتفاقيات التي اُبرمت بين بغداد وواشنطن، وسط عدم وضوح الموقف الأمريكي، الذي ما زال ضبابياً ويميل للبقاء أطول فترة ممكنة في العراق، سيما مع القبول الحكومي لكل مطالب واشنطن، الامر الذي قد يعيد المواجهة المسلحة مرة أخرى مع قوى المقاومة التي سبق أن حذرت أن أي مماطلة أمريكية بخصوص الانسحاب من البلاد ستُعرض قواعدها للاستهداف مجدداً.
ومع قرب موعد الانسحاب الأمريكي من العراق المقرر أن يبدأ نهاية العام الجاري، أكدت مصادر مطلعة أن هناك حراكاً داخل القواعد الامريكية وفي المناطق الحدودية بين العراق وسوريا، يهدف الى إعادة التمركز، وانه لا توجد أية بوادر للانسحاب من البلاد، وهو ما يخالف نصوص الاتفاقيات التي عُقدت بين الجانبين، وصرحت بها الحكومة في وقت سابق وحددت موعداً لإنهاء التواجد العسكري الأجنبي، وبالتالي فأن المرحلة المقبلة ستكون محرجة للحكومة العراقية بحسب ما يرى مراقبون.
مسؤول أمريكي، أفاد بأن إدارة ترامب ستعلن قريبا إعادة تموضع القوات الأمريكية في العراق، لتنسجم مع الأولويات الاستراتيجية للإدارة الامريكية في المنطقة، وهو ما يفسره محللون بأنه تنصل عن اتفاق الانسحاب من الأراضي العراقية، مبينين أن الجانب الأمريكي لم يكن مقتنعاً منذ البداية بقضية خروجه، لكنه اتخذ القرار مضطراً بسبب تصاعد الضربات التي تنفذها المقاومة الإسلامية ضد قواعد واشنطن في البلاد.
الجدير بالذكر أن القواعد الامريكية في العراق تعرضت الى سلسلة هجمات بالصواريخ والمسيرات، نفذتها المقاومة العراقية، التي ترفع شعار خروج المحتل والحفاظ على سيادة البلاد، ما اضطر الإدارة الامريكية برئاسة بايدن الى طلب هدنة لعقد اتفاقيات تمهد للانسحاب العسكري من الأراضي العراقية، وتعهدت حكومة السوداني بأن تتوصل الى اتفاق يرضي جميع الأطراف، فيما أعلنت قوى المقاومة وقف العمليات منعاً لإحراج الحكومة، مع تأكيدها بأن الاحتلال لن يخرج إلا عبر المقاومة والسلاح.
لجنة الامن والدفاع البرلمانية أكدت لـ”المراقب العراقي” أن واشنطن لم تبلغ الجانب العراقي بأي جديد فيما يتعلق بالانسحاب، وان الاتفاقيات سارية بين الجانبين وسيتم إنهاء مهام التحالف الدولي وفقاً للتأريخ المحدد”.
الحراك الأمريكي الجديد لن يكون على مستوى العراق فحسب، وانما يشمل المنطقة برمتها، وبالتالي فأن الانسحاب من أراضي البلاد ليس ضمن خطط ترامب في الشرق الأوسط، بل إن هناك تعزيزات عسكرية تصل المنطقة تكشف عن محاولة توسيع الوجود لفرض سيطرتها بشكل كامل سيما مع الأوضاع المتأزمة التي تعصف بالمنطقة، وبالتالي فأن اتفاق بغداد وواشنطن بهذا الشأن بات على المحك او شبه مُلغى.
من جهته أكد عضو مجلس النواب مختار الموسوي لـ”المراقب العراقي” أن “أمريكا لم تكن يوماً جادة في الانسحاب من الأراضي العراقية، مبيناً ان خروجها الآن غير ممكن ومجرد حديث إعلام لا أكثر”.
وقال الموسوي إن “واشنطن تتعامل مع حكومات المنطقة ومن ضمنها العراق بطريقة غير لائقة، ولا تعترف بوجودها، ولذلك لا يمكن التعويل على أي اتفاق ابرم مع الجانب الأمريكي”.
وأضاف أنه “وفق المفهوم العسكري فأن الانسحاب هو استلام وتسليم، وفي العراق لم يتم تسليم أي معسكر او مقر للقوات الامريكية حتى تثبت حسن نيتها”.
وأوضح أن “البرلمان سيتحقق من نتائج زيارة رئيس الجمهورية ومستشار الامن القومي الى أمريكا، وما الذي تم التباحث حوله، وهل تم التطرق لموضوع الانسحاب أم لا؟”.
يشار الى أن مصادر أمريكية أفادت في وقت سابق بوصول تعزيزات عسكرية الى قاعدة العديد في قطر، في خطوة تؤكد أن واشنطن تعيد انتشار جيشها في المنطقة وفرض قواعد جديدة، خاصة في ظل التحركات داخل سوريا وعلى المناطق الحدودية مع العراق، وهو ما يعني بأن أمريكا لديها مخطط جديد تريد تنفيذه، سيما مع التوتر المستمر مع الجمهورية الإسلامية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى