آخر قلاع العشائر.. إرث يروي تأريخ كربلاء المنسي

في منطقة العطيشي ضمن قضاء الحسينية التابع لمحافظة كربلاء المقدسة، تقف قلعة عبد العزيز الفواز، المعروفة محلياً باسم “جلعة عزيز”، شاهداً على حقبة تأريخية مميزة، رغم التآكل الذي طال أجزاءها بفعل الإهمال والرطوبة.
شيدت القلعة بعد الحرب العالمية الأولى على يد الشيخ عبد العزيز الفواز المسعودي، وتميزت عن بيوت المنطقة ببنائها من الطابوق والفرشي، في وقت كانت فيه المنازل تُبنى من الطين، لاحقاً، دعمت بأسقف من حديد “الشيلمان” الذي جلب عبر قطار برلين – بغداد، ومازال صامداً حتى اليوم.
وتتكون القلعة من مضيف كبير بثلاثة أجزاء، دار سكنية تهدمت سابقاً، ومكان مخصص للماشية، ورغم إدراجها على لائحة التراث العراقي عام 2007، لم تنفذ أعمال ترميم حقيقية حتى الآن، واقتصر الأمر على تعيين حارس من قبل دائرة آثار كربلاء.
وتشير الوثائق إلى أن القلعة كانت مركزاً اجتماعياً بارزاً، استقبلت زواراً وشخصيات من داخل كربلاء وخارجها، وكانت تضم كذلك إسطبلات ومنازل للخدم والعائلة، إضافة إلى عدد من المطابخ المبنية بالحديد.
يذكر أن معظم أجزاء القلعة أُزيلت بسبب البناء الحديث، ولم يتبقَ منها سوى الواجهة الرئيسة التي تضم المضيف، وتعد القلعة آخر ما تبقى من أربع قلاع تأريخية في المنطقة، ما يجعلها، دليلاً حياً على التراث المحلي.
دعوات كثيرة خرجت تطالب بترميم القلعة وتحويلها إلى مركز ثقافي وسياحي، لما تمثله من قيمة تأريخية، وسط مطالبات بأن تتحمل الحكومة، مسؤولية الحفاظ على هذا المعلم قبل فوات الأوان.



