أسطول الصمود.. رسالة دولية لكسر حصار الكيان الصهيوني

المراقب العراقي/ متابعة..
تحمل مجموعة السفن المتجهة نحو فلسطين المحتلة لغرض كسر الحصار الذي تفرضه السلطات الصهيونية على قطاع غزة منذ أكثر من سنتين، رسائل ومعاني كثيرة، حيث تثبت للعالم، أن هناك من يدافع عن المدنيين وعن حقوق الإنسان مهما كانت العواقب، وهو موقف يغاير المواقف العربية التي خذلت سكان القطاع وساندت المحتل.
وأعلن أسطول الصمود العالمي، أنه على بعد 589 كيلومتراً عن قطاع غزة مع وصول متوقع خلال 3 أو 4 أيام.
من قلب البحر المتوسط يبحر أسطول غير مسبوق، أكثر من 50 سفينة من 44 دولة تحمل رسالة واحدة “كسر الحصار عن غزة” وإيصال صوتها الى العالم.
15 ألف شخص سجلوا للمشاركة في الأسطول، لكن أكثر من ألف فقط صعدوا على متن السفن، والتوزيع يعكس الطابع العالمي، حيث 40 بالمائة من أوروبا، و25 بالمائة من إفريقيا، و20 بالمائة من آسيا، و12 بالمائة من الأمريكيتين، وأقل من 3 بالمائة من أوقيانوسيا.
ولم يكن المشاركون مجرد ناشطين، إذ بينهم برلمانيون ووزراء وفنانون عالميون من سوزان سراندو الحائزة على أوسكار، الى غوستاو سكارزير، الى ويليام كانينغهام، وسوفيا ابارتشو، ومن السياسيين زويل فيل ماندلا، ونواب من فرنسا وإيطاليا، وأعضاء من برلمان أوروبا.
كما يشارك نشطاء بارزون مثل غريتا ثونبرغ من السويد، وويلا من البرازيل، وآخرون من بريطانيا وباكستان وماليزيا وإندونيسيا وأستراليا.
الأسطول يحظى بدعم دولي وأممي من بينهم فرانشيسكا ألبانيزي المقررة الأممية لحقوق الانسان، رئيس الوزراء الإيطالي السابق حوزيبي كونتي.
ويقف خلف الأسطول تحالف واسع أسطول الصمود المغاربي، وتحالف أسطول الحرية، والحركة العالمية نحو غزة، ومنظمة الصمود نوسانتارا الماليزية.
وبدأ خط الرحلة من مدينة برشلونة الإسبانية يوم 1 ايلول 2025 ومر بتونس العاصمة ومدينة بنزرت، ثم مدينة جينوا الإيطالية وصولا الى جنوب اليونان، حيث يواصل الأسطول تقدمه نحو غزة، متحديا التهديدات. ويهدف الأسطول لكسر الحصار البحري المفروض منذ عام 2007 وإيصال المساعدات الإنسانية العاجلة من أدوية ومواد غذائية وحليب أطفال، محاولا فتح ممر إنساني بعد فشل الحكومات وفتح الصمت الدولي والتواطؤ تُجاه الانتهاكات وإنهاء الإبادة والقتل والتجويع لمليوني فلسطيني.
المنظمون يؤكدون، أن تحركهم سلمي وقانوني، بينما يعلن الكيان الإسرائيلي، أنه سيتعامل مع الأسطول من زاوية أمنية وعسكرية.
التحديات لم تغب عن الأسطول منذ انطلاقه في الثالث من ايلول وحلقت طائرات تجسس إسرائيلية فوق المتوسط، وبعد أيام تعرضت السفن في تونس بهجمات طائرات مسيرة على مدار ليلتين.
ويبقى السؤال، هل وصل الأسطول الى سواحل غزة، أم يواجه مصير أساطيل سابقة، لكن قائمين عليه يذكرون، أن رسالة الأسطول وصلت قبل أن ترسو سفنه، لأن الحق لا يغرق، وأن البحر سيبقى مفتوحا بأساطيل الحرية والكرامة حتى يكسر الحصار.



