دعوات شعبية تحثّ على الذهاب إلى صناديق الاقتراع والتصويت للكتل الوطنية

المشاركة تواصل تغلبها على المقاطعة
المراقب العراقي/ سيف الشمري..
لا شك أن الانتخابات تمثل اللبنة الأساسية للحكومات والعملية السياسية برمتها، فهي التي تحدد طبيعة الطبقة التي ستحكم البلد للسنوات الأربع المقبلة، ولهذا يؤكد الجميع أهمية المشاركة الفاعلة فيها، حتى أن العديد من رجال الدين اعتبروا التصويت حقاً لا يجوز التفريط به، فيما وصف بعضهم الامتناع عن الذهاب إلى صناديق الاقتراع بأنه محرم شرعاً.
كما أن العزوف عن المشاركة الانتخابية يعني عملياً صعود من لا يريده الشعب العراقي، وربما وصول الفاسد أو السارق أو المُزوِّر إلى الحكم، ومن هنا تأتي خطورة الدعوات المغرضة إلى المقاطعة، لأنها تسهم بإضاعة حقوق مكوّنات كبرى وفي مقدمتها المكوّن الشيعي الذي، بحسب التوازنات السياسية، يعود إليه منصب رئاسة الوزراء، وهو أعلى منصب في هرم الدولة العراقية.
وحول هذا الأمر يقول المحلل السياسي عبد الله الكناني في حديث لـ “المراقب العراقي” إن “الترويج لموضوع مقاطعة الانتخابات حالة غير صحية ولا مقبولة كون هذه العملية الديمقراطية هي التي ترسم ملامح الحكومة المقبلة”.
واعتبر الكناني أن “الذهاب لصناديق الاقتراع وانتخاب من هو أفضل لمستقبل العراق واجب وطني” داعيا “الشارع العراقي إلى عدم الاستماع للأصوات الداعية إلى المقاطعة وضرورة الذهاب نحو التأسيس لحكومة وطنية منتخبة من الشعب قادرة على العبور بالعراق إلى بر الأمان”.
ويحذر مراقبون من أن بعض الكتل السياسية تحاول استغلال المقاطعة عبر تحشيد قواعدها الانتخابية ودفعها نحو المشاركة المكثفة، بهدف تحقيق مكاسب على حساب المكونات الأخرى.
في المقابل، يشدد محللون ومدونون ومؤثرون على مواقع التواصل الاجتماعي على ضرورة التفكير مَلِيًّا قبل منح الصوت لأي مرشح أو قائمة، باعتبار أن هذا الصوت أمانة، ومن خلاله يصل الصالح أو الطالح إلى كرسي الحكم ولهذا يتوجب على الناخب مراجعة دقيقة لمعرفة الكتل السياسية الوطنية التي تستحق صوته.
وفي السياق أكد المسؤول الامني في المقاومة الإسلامية كتائب حزب الله، أبو علي العسكري، في تدوينة له على منصة “أكس” أمس الأربعاء، أن “المشاركة في الانتخابات مهمة جداً بل ضرورة ملحة”، مُجدِّداً دعمه لحركة حقوق باعتبارها الخيار الأفضل للبلاد والعباد”.
كما دعا آخرون إلى التصويت للكتل الوطنية التي يرون فيها الأحق بقيادة المرحلة المقبلة، خصوصاً في ظل التطورات السياسية الإقليمية والدولية، وخطورة التمدد الصهيوني في منطقة الشرق الأوسط، ومساعيه لتغيير خارطة المنطقة.
يُذكر أن الحكومة العراقية حددت يوم 11 تشرين الثاني المقبل موعدا لإجراء الانتخابات البرلمانية، فيما أعلنت المفوضية العليا للانتخابات عن ترشح أكثر من 7500 للتنافس على 329 مقعداً في مجلس النواب.



