درونات هورتينسيا الروسية.. مسيرات مزودة بقواذف مضادة للدروع

تعتبر روسيا، واحدة من أبرز الدول المتقدمة في صناعة الطائرات المسيرة، وأصبحت مصدراً لتزويد الكثير من دول العالم بالدرونات، إذ ذكرت مصادر في قوات الجبهة الشعبية التابعة للجيش الروسي، أن الجيش يستخدم درونات من نوع “هورتينسيا” مزودة بقواذف مضادة للدروع لضرب القوات الأوكرانية خلال العملية العسكرية الخاصة.
وحول الموضوع، قال المدير التقني لمشروع تطوير درونات Hortensia لوكالة تاس الروسية: “يمكن تثبيت قاذف مضاد للدروع بسهولة على درونات Hortensia، بعد ذلك يوجه المشغل الطائرة نحو الهدف، وبعد إطلاق النار يتم إسقاط أنبوب القاذف الفارغ وتعود الطائرة لتتم إعادة تزويدها بقاذف آخر وتنفذ مهمة جديدة، والمهم في الأمر أن الطائرة ليست بحاجة لأي تعديلات ليثبت القاذف عليها”.
وأضاف، “نظرا للوضع الراهن على جبهات القتال تم تجهيز درونات Hortensia بكابلات الألياف البصرية، تتميز هذه الطائرات بإمكانية توجهها عبر الكابلات أو عبر الإشارات اللاسلكية، في حال انقطاع الكابل أثناء تحليق الطائرة يمكن توجيهها لاسلكيا”.
وأشار الخبير إلى أن كابلات الألياف الضوئية للدرونات ليست مجرد موضة، بل ضرورة، أولا لإخفاء موقع الطائرة ومشغلها، كي لا يتم إرسال إشارات لاسلكية من الموجه ويتم كشف موقعه، وثانيا كابلات الألياف الضوئية تسمح للطائرة بالعمل في ظل ظروف التشويش على الإشارات اللاسلكية، وخصوصا عند نشاط وسائل الحرب الإلكترونية المعادية.
وكانت الشركة المطورة لدرونات Hortensia قد أشارت في نيسان الماضي إلى أنها نجحت في اختبار نماذج مطورة من هذه الدرونات، وجهّزت بعض هذه الطائرات بكابلات ألياف ضوئية يصل طولها إلى 30 كلم.
تجدر الإشارة إلى أن روسيا كانت قد بدأت باستخدام درونات Hortensia في العملية العسكرية الخاصة منذ العام 2022، وأشار الخبراء إلى أن هذه الدرونات يمكن استعمالها كدرونات للاستطلاع والرصد، أو استعمالها كدرونات انتحارية، كما أن درونات Hortensia 10 جهّزت بكاميرا حرارية تمكنها من رصد أهدافها ليلا، وحصلت على نظام لرمي القنابل والحمولات المتفجرة من الجو.
من جانب آخر، طور متخصصون روس، نظاما مبتكرا لزيادة المدى التشغيلي للطائرات المسيرة العاملة بالألياف البصرية (الضوئية)، إذ يضاعف النظام المبتكر مدى عمل الطائرات أربع مرات ويجعلها أكثر مقاومة لتأثير أنظمة الحرب الإلكترونية.
وتعتمد الفكرة الرئيسة للنظام على ربط طائرتين مسيرتين بكابل من الألياف الضوئية يتغير طوله ديناميكيا أثناء الطيران. تبقى الطائرة الأساسية (الرائدة) على مسافة آمنة من مصادر التشويش، بينما تنفذ الطائرة الهجومية، مهمتها في منطقة العمليات الحربية، مع ضمان اتصالات مستقرة ورصد دائم للطائرة الرائدة.
ويتميز النظام بإمكانية لف الكابل وفكه أوتوماتيكيا، ووظيفة تحرير الكابل في حالات الطوارئ عند وصول الشد إلى حد حرجة. كما يمكن للطائرة الأساسية التحكم في طائرات هجومية عدة في وقت واحد، مما يعزز المرونة التشغيلية. وبعد انتهاء المهمة، تعود الطائرة الأساسية إلى القاعدة ويتم سحب الكابل بالكامل لتفادي خطر التشابك.
ويشير التقرير إلى أن صحيفة “SHOT” كانت قد أفادت سابقا، بأن المسيرات الروسية الهجومية من نوع “غيران-2” قد زادت فعاليتها بنسبة 30% على الأقل، بعد استخدام رأس حربي جديد.



