اراء

الليل العربي الأظلم والضوء الموعود

منهل عبد الأمير المرشدي..

ها نحن نعيش تداعيات انفلات عقال النتن ياهو وطغيان بني صهيون في فسادهم الموعود وعلّوهم وكثرة نفيرهم، حيث ما شاءوا يعيثوا في أرض العرب، فسادا من دون رادع، ولا رجال تواجه الطغيان أو جيوش تصّد الطوفان أو تقف بوجه الانهيار.. غزة النازفة تُذبح وتُباد من الوريد الى الوريد بشراً وحجراً، حرقاً وجوعاً وعطشاً، وتغدو أثراً بعد عين، وسط صمت وتدليس وخنوع عربي ودولي، وكأن القوم كالأنعام بل هم أضل سبيلا.. لبنان بين مطرقة بني صهيون وحكومة الأزلام ورئيس حسب الفصال السعودي، فيما يتوثب رجال الله بانتظار ساعة المواجهة.. دمشق والشام رهينة جولاني الربطة تقاد كما هي الشاة الى مستنقع التطبيع تحت نيران القصف والاحتقار.. أنياب الخسة والعمالة في العراق، تكشر عن جيفتها وتسفر عن نذالتها بمحاصرة الحشد الشعبي والمطالبة بحلّه وإلغائه! دول الأعراب ترفع الرايات الحُمر، لمن يشاء ان ينعم في فراش نوم أصحاب الجلالة والسيادة والسمو في القاهرة وعّمان والدار البيضاء والرياض والإمارات والبحرين، من دون الحاجة حتى الى غسل الجنابة ببركات عدالة الصحابة!! إنه الزمن الداعر لا محال.. إنه البلاء الأكبر والخطر القادم لا محال.. إنه الزلزال الشامل والفوضى والدمار… إنه عصر الإذلال العربي والخنوع العربي والخزي والعار العربي… قد حان أوان الظلام والواقع العربي الأظلم منذ غمضت عين السيد الأقدس، شهيد الأمة نصر الله، نبراس رجولتها وعنوان كرامتها وهيبة القداسة في ثنايا الأمة التي نالت منه حقداً وغدراً، كما نالت بالأمس من جده الحسين عليه السلام. ها هو انفلات عقال النتن ياهو والأمة تحت مطرقة وزمن الظلام القسري لأمة تعشق الظلام والظلال.. جبناء هم الأعراب بامتياز.. فقدوا الرجولة والغيرة والنخوة بامتياز.. جفّ الجبين العربي من أية قطرة حياء أو عفّة أو دلالة من دلالات الشرف… النت ياهو يقولها صريحة واضحة بوجه زعماء آخر صيحة وأدعياء القيادة في عواصم الأعراب (نتحمل المسؤولية الكاملة عن ضرب قطر وسنضرب حماس اينما كانوا) فيما يشاطره الرأي وزير خارجية أمريكا بكل ما فيه احتقار وإذلال للمجتمعين في قمة الدوحة وهو يقول (تحالف واشنطن وتل أبيب أكبر من القمم والبيانات وأنه يتجاوز السلام الى الأمن والاقتصاد).. هي رسالة لأشباه الرجال الخانعين مفادها اجتمعوا ما شئتم.. القرار يصنع هنا. هي رسالة الى مشايخ الخليج وقرقوزات الفنطزة التي أجمعت بالأمس القريب على سحب سفرائها من بيروت، احتجاجا على تصريح بسيط للإعلامي جورج قرداحي عندما كان وزيرا للإعلام وقال، إن حرب اليمن كانت عبثية!!! تصريح بسيط استفز غيرة أمراء من دون غيرة، واستفز رجولة من لم يكونوا يوما رجالا، فكان الرد الخليجي على لبنان إنهم قطعوا عنه الخبز والماء، وتآمروا علنا حتى جاءوا بحكومة مأسورة بإملاءات البيت الأبيض وتل أبيب، لكنهم اليوم يهانون ويقصفون وهم صم بكم لا يعمهون. للأسف الشديد والأسى القابع بين ثنايا القلب إنه الزمن الأظلم في الواقع العربي الأتعس والأحقر، لكن القدر الموعود بوعد الله في سنا النور المحفوظ بقلوب الرجال في صنعاء الأصالة والعروبة. وضاحية الفخر وجنوب العزة والنجف الأشرف حكمة وحشد وطهران الكبرياء، قيادة وشعب يقول، إننا قادمون، وإن وعد الله حق، ويرونه بعيداً ونراه قريباً، أليس الصبح بقريب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى