قمم الاستعراضات سلاحها البيانات والكيان الصهيوني يتمادى بالانتهاكات

صواريخ المقاومة الرادع الوحيد لكبح للعدو
المراقب العراقي / سداد الخفاجي
تتواصل الانتهاكات الصهيونية في الشرق الأوسط، وبدأت تأخذ أبعادا أكبر وأوسع لتهدد جميع البلدان العربية بمن فيها الدول المطبعة والمؤيدة للقرارات الاستكبارية في المنطقة، فلم تعد العمليات العسكرية التي يشنها الكيان الغاصب تقتصر على بلدان محور المقاومة الإسلامية، التي رفضت العدوان على غزة منذ بدايته، بل امتدت الهجمات لتشمل كل من يحاول إنهاء الحرب وإيقاف عمليات الإبادة الجماعية، ووضع حد لهمجية الكيان الغاصب التي على ما يبدو أنها متجهة بالمنطقة نحو تصعيد خطير، يستدعي وقفة جادة من البلدان العربية والإسلامية.
ويبدو أن الضربة الأخيرة التي وجهها الكيان الصهيوني نحو قطر والتي استهدفت قادة حركة حماس، حركت المياه الراكدة في البلدان العربية، التي التزمت الصمت طيلة الأشهر الماضية عن الجرائم التي ارتُكبت في فلسطين ولبنان واليمن وغيرها من الدول العربية، إذ استشعرت هذه البلدان بخطر التمدد والتعدي الصهيوني، لتدعو إلى قمة إسلامية عُقدت أمس الاحد لبحث مشروع قرار بشأن الهجوم الإسرائيلي الأخير على الدوحة، تمهيداً لعرضه على القادة في القمة العربية – الإسلامية الطارئة التي تستضيفها قطر اليوم الإثنين.
هذا التحرك شكك فيه الكثير من المراقبين في الشرق الأوسط، الذين يرون أن أغلب الحكومات العربية أصبحت منزوعة القرار والإرادة ولا تستطيع أن تتخذ أي خطوة جادة من شأنها إيقاف التمدد الاستكباري في المنطقة، ولو استطاعت ذلك لاتخذت قرارات من شأنها إيقاف القتل الجماعي في غزة ولبنان، أو وقف التوسع الصهيوني في سوريا وغيرها من الانتهاكات التي ارتكبتها إسرائيل خلال العامين الماضيين، وبالتالي فأن هذه الاجتماعات لن تذهب أبعد من بيانات الاستنكار والإدانة.
الجدير بالذكر أنه بعد نحو أسبوع على الضربة العسكرية الصهيونية لقيادات من حركة حماس في الدوحة، استضافت العاصمة القطرية قمة عربية ـ إسلامية طارئة، أمس الاحد، كما سيُعقد اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية اليوم الإثنين، وسط ترقب عربي لمخرجات هذه الاجتماعات، ودعوات بأنْ لا تكون مشابهة لمثيلاتها من القمم السابقة التي اكتفت بالتنديد والاستنكار فقط.
وحول هذا الموضوع يقول المحلل السياسي جمعة العطواني خلال حديثه لـ”المراقب العراقي” إن “القمم العربية والإسلامية هي محاولة للهروب الى الأمام وذر الرماد في عيون الشعوب العربية والإسلامية”.
وأضاف العطواني أن “الدول العربية المُطبِّعة والمتخاذلة مع الكيان الصهيوني تريد أن توصل رسالة الى شعوبها أنها عقدت مؤتمرات وأدانت العدوان الصهيوني على قطر، كما فعلت مع سلسلة العدوان في لبنان واليمن وغيرها من الدول”.
وبين أننا ” سنسمع جميعا عبارة أن جامعة الدول العربية تدين العدوان الصهيوني على الدوحة بأشد العبارات، وكأن جميع البيانات التي تصدر عن هذه القمم متشابهة ومستنسخة، وهذا نابع من عدم وجود إرادة حقيقية لهذه الدول لأنها دول خانعة ومطيعة وذليلة أمام الاستكبار العالمي”.
وأشار الى أن “الدول التي لم تستطع أن تتخذ موقفاً من العدوان على غزة الذي يتواصل منذ أكثر من عامين فأنها حتماً لن تستطيع اتخاذ موقف إزاء أي عدوان آخر”.
وتوقع العطواني أن “تحل الضربة الإسرائيلية على الدوحة بشكل هادئ خاصة بعد لقاء المبعوث الأمريكي بأمير قطر، وتُطوى كما طويت الجرائم الصهيونية ضد غزة واليمن ولبنان”.
ولم تتوقف التحركات العربية فقط على الاجتماعات، بل برزت مطالبات من بعض الدول العربية الى تشكيل تحالف سياسي وأمني واقتصادي إسلامي عابر للحدود بين الدول الإسلامية لوقف الانتهاكات الصهيونية في المنطقة، لكن هذه الدعوات أيضاً لم تلقَ تأييداً وقبولاً، على اعتبار أن جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي وغيرهما من المؤسسات التي تمثل البلدان الإسلامية لم تقدم أي مساعدة جدية للدول الأعضاء وغالباً ما كانت قراراتها صورية ولن تطبق على أرض الواقع أو تمنع أي تهديد يستهدف البلدان الأعضاء.
ويرى مراقبون أن توسع الاعتداءات الصهيونية في المنطقة يأتي نتيجة الصمت العربي وغياب موقفه من الإبادة الجماعية التي تعرض لها سكان غزة على مدى عامين متواصلين، إذ لم تتخذ الدول العربية سوى اجتماعات فارغة وبيانات محشوة بالمصطلحات لن تقدم أي مساعدة للأهالي المنكوبة في فلسطين، الامر الذي زاد من التمرد والتوحش الصهيوني الذي بات يهدد المنطقة بأسرها، ويستدعي التحرك الجاد قبل أن تهيمن دول الاستكبار على الشرق الأوسط وتعيد رسم خارطته.



