اخر الأخبارالنسخة الرقميةتقارير خاصةسلايدر

أمريكا تُشعل العالم… الفوضى سلاحها والمصالح غايتها

مغامرات بالنار على مقاسات واشنطن


المراقب العراقي / سداد الخفاجي..
كثر الحديث خلال الفترة الماضية عن اندلاع حرب عالمية ثالثة، متعددة الأطراف تشمل جبهات عدة خاصة بعد تسلم ترامب مقاليد الحكم في أمريكا مجدداً، وهو معروف بتبني الفوضى كجزء من سياسته، إذ يشهد الكثيرُ من دول العالم اليوم تصعيداً خطيراً، واستعدادات عسكرية غير مسبوقة خوفاً من تعرضها الى عدوان محتمل من الدول التي تقود المشروع الاستكباري العالمي وفي مقدمتها أمريكا، وبالتالي أصبح مشهد الإرباك والفوضى هو السائد في أغلب البلدان.
الشرق الأوسط اليوم يمر بحالة من الفوضى والاضطرابات قد تكون الأعنف على مَرِّ التأريخ، فالكيان الصهيوني يتوغل بعمق سوريا، والتهديدات ضد الجمهورية الإسلامية ما زالت مستمرة، إضافة الى التهديدات الامريكية للعراق ولبنان واليمن، واستمرار الحرب ضد غزة، وغيرها من التطورات التي قد تعيد ترتيب الأوراق، أو تؤدي الى انتفاضة رافضة للتسلط الأمريكي ومحاولة فرض هيمنته على دول المنطقة، سيما دول محور المقاومة التي تُعتبر من أشد المعارضين للولايات المتحدة الامريكية.
وبالإضافة الى ما تشهده المنطقة، تتواصل الحرب الروسية الأوكرانية، التي فشلت فيها جميع دعوات التهدئة، إذ لَوَّحَ ترامب بتعطيل مساعي التوصل الى حلول بين الطرفين ووقف إطلاق النار، الذي قد يدفع موسكو الى رفع سقف عملياتها في أوكرانيا وتفجير الوضع أكثر مما كان عليه منذ بداية الحرب بين الجانبين.
كما أن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو تعهَّدَ بالدفاع عن سيادة بلاده قائلا إنه “من المستحيل” أن تغزو القوات الأمريكية فنزويلا، جاء ذلك خلال إشرافه على مناورات عسكرية أُجريت في كاراكاس، في ظل استمرار التوترات مع الولايات المتحدة بشأن نشر سفن حربية بالقرب من المياه الإقليمية الفنزويلية.
وحول الموضوع يقول المحلل السياسي إبراهيم السراج في تصريح لـ”المراقب العراقي” إن “سياسة أمريكا مبنية على إحداث الازمات بين دول العالم من أجل نهب خيراتها، وتوريد الأسلحة لضمان عدم انهيار اقتصادها”.
وأضاف أن “أمريكا تريد أن تذهب بالعالم الى مزيد من الازمات، لذلك فهي تعمل على إطالة أمد الصراع الروسي الاوكراني وتواصل الفوضى بالشرق الاوسط، لأنه بدون أزمات لا توجد أمريكا”.
وأشار السراج الى أنه “كلما تقدمنا الى الأمام نكتشف أن الوعود الامريكية كلها كذب وحبرٌ على ورق، وتريد تضخيم المشاكل وزيادتها بين الشعوب، وهو ما يتطلب ردة فعل تُوقف أمريكا عند حدودها”.
وبين أن ” العالم اليوم يشهد صراعاً غير مسبوق، والدول الكبرى تدجج ترسانتها العسكرية للرد على أمريكا وتوسُّعِ نفوذها، وهو ما يمهد لحرب كبيرة خاصة أن أكثر البلدان عرفت جيداً سياسة أمريكا ولديها وعي بأن واشنطن لا تسعى إلا لحماية مصالحها والهيمنة على العالم”.
وفي ظل السياسات الامريكية التوسعية ومحاولتها الهيمنة على الساحة العالمية، بات أغلب بلدان العالم تحت التهديد واندلاع الفوضى، وهو ما جعل سوق السلاح أكثر رواجاً في العالم، فيما سرّعت الكثير من الدول خطواتها في مجال التحصينات الجوية لمواجهة أي خطر محتمل، ما جعل العالم على ترقب ومتابعة بدقة للأحداث القادمة، وهو ما أثر بشكل كبير على حركة التجارة وأضرَّ باقتصاديات العالم، وكل هذا بسبب سياسة أمريكا الفوضوية بقيادة الملقب بالأرعن ترامب.
المشهد السائد اليوم في العالم هو التوتر، فهناك دول تعلق مجالاتها الجوية مع الكيان الصهيوني، وأخرى تقاطعه اقتصادياً، وغيرها تتسلح استعداداً لأي اعتداء، وكل هذه الفوضى تأتي بسبب سياسة واشنطن، ما ينذر باندلاع حرب عالمية ثالثة نتيجة الضغوط المتواصلة التي تمارسها الولايات المتحدة على وشعوب العالم وحكوماتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى